واشنطن، 19 ديسمبر/كانون أول (إفي): دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما مجددا اليوم مجلس الشيوخ للمصادقة على مشروع قانون إصلاح النظام الصحي الذي يهدف الى توفير الرعاية الطبية لكافة المواطنين.
وذكّر خلال خطابه الاسبوعي أيام السبت بأن حكومة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، كانت قد اقترحت منذ نحو عشر سنوات ما أطلق عليه "قانون حقوق المرضى"، مشيرا الى ان هذه المبادرة حظيت بتأييد الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، بيد انها لم تصبح قانونا.
وأكد أوباما انه قدم فرصة جديدة للمصادقة على الإصلاح وان مشروع قانون الرعاية الصحية الذي وافق عليه مجلس النواب، ويناقش الآن في مجلس الشيوخ، ينطوي على نفس الحقوق الذي اشتملت عليها مبادرة بيل كلينتون.
وأبرز أوباما ان كلا القانونين يسعيان للحيلولة دون رفض شركات التأمين تحمل تكاليف علاج المواطنين بعيدا عن الاتفاقيات المشترط عليها أو في حالات الاصابة بأمراض لم تكن موجودة من قبل، وكذلك التصدي لتحصيل تلك الشركات بوليصات تأمين باهظة على أساس السن او الصحة أو النوع.
وأضاف ان مشروعي القانونين ينطويان على حظر إعادة التأمين الى الأشخاص في حال تعرضهم للمرض وأيضا تحديد ما على المرضى دفعه مقابل تلقيهم العلاج.
واعتبر أوباما ان هذين المشروعين يمثلان اقوى إجراءات الوقوف على مسئوليات شركات التأمين، مشيرا في الوقت ذاته الى ان شركات التأمين الطبية تدرك ما يمثله إصلاح النظام الصحي في المستقبل، ولذلك فهي تسعى لعرقلة تطبيقه.
كما اعتبر ان هذه الشركات تسعى "للابقاء على نظام يقدم أفضليات لنتائج صناعة التأمين وليس للشعب الأمريكي".
وأشار أوباما الى انه توجد الآن وللمرة الأولى، أغلبية قوية في مجلس الشيوخ على استعداد للتصدى لمصالح هذه الصناعة، والتصويت لإقرار التعديلات.
ولفت الى ان "الاغلبية التي تعترض على المشروع، ستواصل اللجوء الى المناورات لعرقلة التصويت"، بعد ان هدد نواب من الحزب الجمهوري أمس الجمعة بالمطالبة بتلاوة نص المشروع كاملا في الكونجرس، وهو الامر الذي قد يستغرق قرابة ثمان ساعات.
وأضاف "سنضع نهاية لهذا النقاش الحاد والمطول، وسنلتزم بموعد توفير نظام أكثر صحة للمواطنين، وسندعم اقتصادنا، وسنحرص على ضمان مستقبلنا".
ومن ناحية أخرى، يكثف زعماء الحزب الجمهوري جهودهم للحيلولة دون موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع القانون، قبل حلول عطلة عيد الميلاد.
وانتقد ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين بالكونجرس، خلال مؤتمر صحفي الجمعة ما وصفه بالإعداد لهذا التشريع الضخم الذي يسعى لإعادة هيكلة سدس الاقتصاد، خلف الابواب المغلقة، ودون مشاركة أي شخص.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد صادق يوم 7 من الشهر الماضي على خطة إصلاح الرعاية الصحية التي اقترحها أوباما، وفي حال مصادقة مجلس الشيوخ عليها، فانه يتوجب أن يتوصل الكونجرس بمجلسيه لصيغة مشتركة يتم التصويت عليها بشكل نهائي قبل إرسالها إلى أوباما لاعتمادها.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه المرشح لانتخابات الرئاسة الامريكية الاخيرة، جون ماكين، اعتبر ماكونيل ان نية الديمقراطيين لا تتجه فقط الى "ابتلاع اعضاء مجلس الشيوخ (للقانون)، ولكن لجميع الشعب الأمريكي أيضا، قبل حلول عيد الميلاد".
ويعد مشروع إصلاح النظام الصحي قطب أساسي في السياسة الداخلية لأوباما، ويهدف الى مد غطاء التأمينات في الولايات المتحدة إلى نحو 36 مليون مواطن لا يشملهم التأمين الصحي حاليا، وهو ما يعني تمتع 96% من الأمريكيين بنظام التأمين الصحي.
وبينما يواصل الجمهوريون انتقاداتهم لخطة أوباما في وسائل الأعلام الامريكية، يواصل الديمقراطيون في الوقت نفسه جهودهم للحصول على أصوات 60 عضوا بالكونجرس، وذلك لإفشال أي مناورة من جانب الحزب الجمهوري، وكذلك قصر الوقت أمام إجراء مناقشة للمشروع في مجلس الشيوخ.
ويحظى الديمقراطيون بـ60 مقعدا من بين مقاعد مجلس الشيوخ المائة، مقابل 40 للجمهوريين، وتكفي موافقة الديمقراطيين وحدهم في حالة توحيد رأيهم، للمصادقة على القانون.
وذكرت مصادر برلمانية ان مجلس الشيوخ يخطط لبدء النقاش اليوم السبت حول خطة الإصلاح، على ان يتواصل يوم الأحد في حال تطلب الامر ذلك.(إفي)