من مادلين تشيمبرز
برلين (رويترز) - ناشدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين المشرعين يوم الأربعاء تأييد خطط للانضمام إلى الحملة العسكرية ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قائلة إنه يجب ألا ترهب الهجمات أوروبا وإنما يتعين أن ترد عليها بحزم.
وبعد نداء فرنسي بالتضامن بعد هجمات الدولة الإسلامية في باريس يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني التي قتل فيها 130 شخصا انضمت ألمانيا إلى دول أخرى في تصعيد دورها في الحملة الجوية ضد متشددي الدولة الإسلامية في سوريا.
ومن المرجح أن يصوت مجلس العموم البريطاني يوم الأربعاء بإقرار تنفيذ ضربات جوية.
ولم تصل ألمانيا التي تقوم بالفعل بتسليح الأكراد العراقيين لقتال الدولة الإسلامية إلى حد الانضمام إلى الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في الضربات الجوية لكنها تخطط لارسال ما يصل إلى 1200 جندي وست طائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة وطائرات لإعادة التزويد بالوقود في الجو.
وحذرت وزيرة الدفاع المحافظة أورسولا فون دير ليين وهي تقدم مشروع القرار إلى البوندستاج (المجلس الادنى في البرلمان) من إن "هذا التفويض ليس سهلا. كان قرارا صعبا وسيحتاج إلى صبر. ستكون مهمة خطيرة."
وقالت وسط تصفيق مرتفع من الحضور "لكن هناك رد واضح (على التهديد بهجمات) : لن نسمح لأنفسنا بأن يتم تخويفنا."
ونظرا للأغلبية القوية التي يشكلها "الائتلاف الكبير" الذي تشكل من حزبها المحافظ والحزب الديمقراطي الاشتراكي فمن المتوقع أن يكون إقرار الخطط الموضوعة سهلا يوم الجمعة رغم معارضة الحزب اليساري الرافض للعنف وبعض أعضاء حزب الخضر المعارضين.
وفي بلد يعزف منذ الحرب العالمية الثانية عن إرسال جنود في مهام خارجية فإن هذا الإجراء مهم رغم أن 54 في المئة من الألمان يعارضون الانضمام إلى الحملة ضد الدولة الإسلامية. وهذا الرقم يشكل تراجعا بعدما سجلت المعارضة 68 في المئة في فبراير شباط.
وأظهر استطلاع معهد فورسا أن 42 في المئة من الألمان يؤيدون دورا لبلدهم في محاربة الدولة الإسلامية ارتفاعا من 27 في المئة في فبراير شباط. والأكثر مفاجأة هو أن 28 في المئة يعتقدون أن الطائرات المقاتلة الألمانية يجب أن تنضم إلى الضربات الجوية ويقول 24 في المئة إن ألمانيا يجب أن ترسل قوات برية إذا دعت الضرورة.
وأكدت فون دير ليين أن العمل العسكري جزء لا يتجزأ من عملية سياسية لحل سلمي في المدي البعيد في سوريا مضيفة أنه "يمكنك ارتكاب أخطاء بالقيام بعمل لكن يمكنك أيضا ارتكاب أخطاء خطيرة بعدم القيام بعمل."
وقالت إنه يتعين القيام برد لوقف القسوة التي يعاني منها الذين يذبحهم متشددو الدولة الإسلامية ويلقون بهم في مقابر جماعية والنساء والأطفال الذين يباعون في الأسواق.
وعبر اليساري ديتمار بارتش عن القلق من أن الانضمام إلى عمل عسكري سيزيد من الخطر الأمني على ألمانيا.
وقال وهو يشير إلى العاصمة الفعلية "للخلافة" التي أعلنها المسلحون في أراض يسيطرون عليها في سوريا "الإرهاب لن يهزم بالقنابل وبالحرب. كل قنبلة تسقط على الرقة.. تحفز مقاتلين جددا من الدولة الاسلامية."
ورفض وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير مثل هذه الحجج. وقال "هذا منطق مغلوط: اعزل نفسك وأطفئ الأنوار وأسدل الستائر إذا جاء الإرهابيون إلى الطريق. وتمنى أن يذهبوا إلى الأحياء التي بها أنوار ساطعة."
لكن صحيفة بيلد اليومية نشرت صورة طيار أردني أسير أحرقه حيا مسلحو الدولة الاسلامية في وقت سابق هذا العام. وقالت "ماذا يحدث لو ان جنودا ألمانا سقطوا في أيدي الدولة الاسلامية؟".
وكتب نائب رئيس تحرير بيلد نيكولاوس بلومه يقول إنه لا بديل لحملة عسكرية ضد الدولة الإسلامية ومساهمة واضحة من الجيش الألماني لكنه حذر من انها مهمة خطرة.
وقال "أنجيلا ميركل تقدم على مخاطرة كبيرة وهي عرضة للمحاسبة".