أصدر الاقتصاد الأمريكي اليوم المزيد من البيانات قبيل الأخبار الهامة التي ستصدر يوم غد الجمعة ومتمثلة في تقرير العمالة الأمريكي، حيث أن بيانات اليوم أشارت إلى نسب بأفضل مما هو متوقع، إذ من ناحية ارتفعت القراءة النهائية للأنتاجية باستثناء القطاع الزراعي خلال الربع الرابع بنسبة 6.9%مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 6.2% وبأفضل من التوقعات التي بلغت 6.3%.
ولكن من الناحية الأخرى صدرت القراءة النهائية لتكلفة وحدة العمالة عن الربع الرابع أيضا لتشير إلى انخفاض بنسبة 5.9% مقارنة بالانخفاض السابق الذي بلغ 4.4% وبأسوأ من التوقعات التي بلغت -4.5%، الأمر الذي أشار إلى أن معدل الأجور لا يزال ضمن وضع متعثر وذلك كما أشار تقرير كتاب بيج الصادر يوم أمس الأربعاء، وهذا أيضا ما ظهر في تقرير الدخل الذي صدر مع بداية الأسبوع الحالي.
إضافة إلى ذلك فقد صدر عن وزارة العمل الأمريكية التقرير الأسبوعي لطلبات الإعانة مشيرة إلى انخفاض الطلبات للأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من شباط لتصل إلى 469 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة والتي تم تعديلها إلى 498 ألف طلب وبأفضل من التوقعات التي استقرت عند 470 ألف طلب.
ومن الجانب المشرق أيضا ان طلبات الإعانة المستمرة والتي تشير إلى إجمالي عدد المتقدمين إلى طلبات الإعانة، فقد هبطت للأسبوع المنتهي في العشرين من شباط إلى 4500 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 4617 ألف طلب والتي تم تعديلها إلى 4634 الف طلب وبأفضل من التوقعات أيضا التي استقرت عند 4600 ألف طلب.
مشرين إلى ان الفترة الماضية شهدت تباينا كبيرا في أداء تقرير طلبات الإعانة، حيث تارة نرى هبوطها وتراة أخرى نرى صعودها، وعلى مدار أسبوعي، وبالتالي لا يجدر بنا الحكم على قطاع العمالة الأمريكي والقول بأنه تعافى تدريجيا وبالقياس على تقرير واحد، حيث أن القطاع لا يزال يشير إلى نزيف، وهذا ما ظهر في تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، حيث أشار التقرير إلى أن القطاع الخاص فقد 20 ألف وظيفة خلال شباط، مضيفين إلى ان التوقعات تشير إلى احتمالية ارتفاع عدد الوظائف المفقودة في القطاعات الرئيسية باستثناء القطاع الزراعي لتصل إلى أكثر من 50 ألف وظيفة مفقودة وفقا لتوقعات تقرير العمالة الذي سيصدر يوم غد الجمعة، ناهيك أيضا عن توقعات ارتفاع معدلات البطالة خلال شباط إلى 9.8% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 9.7%.
وهنا نذّكر بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في مواجهة وحرب ضروس مع رواسب الأزمة التي تعد كالعوائق أمام تقدم الاقتصاد الأمريكي بشكل عام وأمام قطاع العمالة الأمريكي بشكل خاص، حيث أن أوضاع التشديد الائتماني لا يزال يثقل كاهل النشاطات في الاقتصاد، وذلك وسط انحدار قابلية أرباب العمل للتوسع في استثماراتهم وبالتالي يترددون في توظيف أعداد جديدة.
كما أن تقرير كتاب بيج الذي صدر يوم أمس أشار إلى أن قطاع العمالة الأمريكي تأثر سلبا من الأحوال الجوية السيئة التي تشكلت من العاصفة الثلجية التي هوت بالولايات المتحدة خلال الفترة الماضية والتي حدت من نشاطات الاقتصاد الأمريكي على مستوى القطاعات الرئيسية، وهذا ما يشير بأن الاقتصاد الأمريكي من المحتمل أن يفقد المزيد من الوظائف خلال شباط والتي قد تؤثر سلبا على أداء الاقتصاد خلال الفترة القادمة، وفي المقابل من المتوقع أن يكمل الاقتصاد مسيرته نحو التعافي التدريجي معتمدا على القطاع الصناعي الأبرز أداءا ليدعم نمو الاقتصاد الأمريكي.
مشيرين إلى ان الاقتصاد الأمريكي يسير على خطى التعافي التدريجي من أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم، حيث أن العام الحالي يعتبر عام التعافي للاقتصاد الأمريكي كما أشار البنك الفدرالي مسبقا، حيث أن التوقعات تشير إلى أن الأوضاع ستبدأ بالتحسن بشكل أفضل مع بداية النصف الثاني من هذا العام لتكمل التطور إلى حين وصول الاقتصاد إلى مرحلة النمو على المدى البعيد بحلول العام 2011.