لندن، 12 مارس/ آذار (إفي): يجتمع رئيس الوزارء البريطاني جوردون براون اليوم مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في لندن، سعيا للتقريب بين مواقفهما حيال الإصلاحات المقترحة من جانب الاتحاد الأوروبي لتقنين الهيئات المالية عالية المخاطر وصناديق الاستثمارات الخاصة، والتي تعارضها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وسيسعى براون وساركوزي للتوصل إلى اتفاق بهذا الصدد، قبيل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، المزمع انعقادها في أواخر مارس/آذار الجاري.
وسيستغل الرئيس الفرنسي زيارته للعاصمة البريطانية للقاء زعيم المعارضة ديفيد كاميرون، الذي قد يتقلد منصب رئيس الوزراء البريطاني، إذا فاز الحزب المحافظ في الانتخابات المقررة في 6 من مايو/آيار المقبل.
وتشير صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية إلى أن وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر ابدى معارضته لمشروع القانون المقترح من جانب المفوضية الأوروبية، والذي يقضي بفرض مزيد من القيود على كل من صناديق "التحوط" والاستثمارات الخاصة، وبعض الصناديق البديلة الأخرى، غير المقننة بشكل كاف حاليا.
وكان جيثنر قد بعث مطلع الشهر الجاري بخطاب للمفوض الأوروبي للسوق الداخلي، الفرنسي ميشل بارنيه، حذر فيه من احتمالية حدوث مصادمات بين الاتحاد الاوروبي وواشنطن، حال الموافقة على ما تعتبره الحكومتان البريطانية والأمريكية قانونا حمائيا.
وقد أثار مشروع القانون استياء لندن، التي اعتبرته بمثابة محاولة خفية من جانب فرنسا وألمانيا للقضاء على الهيمنة البريطانية على الصناعات المالية.
أما واشنطن، فترى ان الاصلاحات المقترحة من جانب بروكسل ستكون "تمييزية" بالنسبة للهيئات الأمريكية العاملة في القطاع.
ويهدف القانون الجديد لإجبار الصناديق غير الأوروبية على قبول القواعد الجديدة، كشرط لاستمرار عملها داخل الاتحاد الأوروبي.
كما يسعى لإجبار صناديق التحوط والهيئات ذات رؤوس الأموال الخاصة إلى استخدام البنوك الأوروبية فقط كضامنين أو مودعين لرؤوس الأمول التي تديرها هذه الصناديق.
ورغم ان الولايات المتحدة لم تصل إلى حد التهديد باتخاذ إجراءات تمييزية، إذا تمت الموافقة على مشروع القانون بنصه الحالي، إلا الكونجرس الأمريكي قد يوافق على مبادرات مماثلة ضد مسئولي الصناديق الأوروبية في هذه الحالة، بحسب (فايننشال تايمز).(إفي)