مدريد، 29 مارس/آذار (إفي): أصبح المخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين صاحب أفلام مثل "على الجانب الآخر" و"الارتطام بالجدار"، برغم حداثة سنه، لواحد من أبرز علامات السينما الأوروبية متعددة الثقافات.
ويؤكد أكين (34 عاما): "سئمت الدراما، ولهذا تحولت في فيلمي الأخير (مطبخ الروح) إلى الكوميديا"، مبرزا وجود الكثير من العوامل المشتركة بين الفن السابع وفن الطهي.
ويوضح المخرج في مقابلة مع وكالة (إفي) بمناسبة عرض فيلمه الأخير في إسبانيا خلال الأسبوع الجاري "هذا الفيلم ينتمي لنوع آخر من الأعمال بدون تغيير المقادير، لأننا نجد في النهاية أن المحصلة هي اختلاط الأجناس والأعراق".
ويعتبر أكين التعددية الثقافية أمر طبيعي للغاية بالنسبة له، وأتعامل معه بشكل تلقائي لا يحتاج منه أي مجهود إضافي للتركيز عليه كعنصر زائد في أعماله.
ويقول: "أنا أتكلم عن واقعي الخاص الذي أعيشه"، في إشارة إلى الدماء التركية والألمانية التي تجري في عروقه، بينما زوجته مونيك أوبرمولرم، التي تعمل في مجال السينما أيضا، تنتمي لأصول فرنسية مكسيكية، وكلاهما يعملان لدى شركة إنتاج دولية تدعى "القلب".
يشار إلى أن علاقته بزوجته كانت وراء إخراجه لفيلم "على الجانب الآخر" الذي نجح في الحصول على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان الأخير، حيث يبرز به العنصر اللاتيني، وهو ما شجعه للبحث عن مشروع آخر بالإسبانية.
يوضح أكين: "هذا أحد مشاريعي، ولكن لن يكون فيلمي القادم، مع أني أريد في وقت ما أن أقوم بعمل فيلم تدور أحداثه في أجواء أمريكا الجنوبية، واعتقد أني سأنجز ذلك في إسبانيا".
جدير بالذكر أن فيلم فاتح أكين الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الأخيرة لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، يدور في سياق موسيقي حول كيف يتخلى الحظ عن رجل يوناني، زينوس كزانتزاكيس، تقديرا للأديب اليوناني الكبير نيقوس كزانتزاكيس، يمتلك مطعما في هامبورج يطلق عليه "مطبخ الروح" على غرار "موسيقى الروح"، ولكنه يتماسك إلى أن ينجح في استعادة النجاح بمساعدة صديقه.
ويقدم المخرج من خلال فيلمه استعراضا لأنماط مختلفة من البشر من رواد المطعم، إلا أن الطريف في الأمر هنا أن "مالك المطعم هو مموله وهو الطاهي وهو المدير وهو النادل وهو الفنيين وهو الزبائن".
يشير أكين: "بدا من استعراض مراحل تصوير العمل السينمائي على غرار ما فعله فيدريكو فيلليني في (½.8) قررت تصوير كل الأحداث في مطعم".
وبالفعل على غرار فيلليني و روب مارشال في فيلم "ناين" المأخوذ عن (½.8) يواجه أكين أزمة إبداع مع فيلمه الأخير، بالرغم من توافر الخيال الخصب، ولكن الرابط بين الأحداث والحبكة الدرامية تهرب من بين أصابعه.
ويعتبر المخرج أن كلا من "على الجانب الآخر" و"الارتطام بالجدار" مع "مطبخ الروح" أشهى ثلاثة أطباق قدمها للسينما الأوروبية، بينما اعتبر أن روح الدراما خاصمته أثناء إنجاز "الوجبة الأخيرة"، ومن ثم يرى أنه يحتاج من آن لآخر لإنجاز فيلم كوميدي.
الطريف في الأمر أن سيناريو "مطبخ الروح" كان أكين قد كتبه منذ سنوات ونسيه، وكان يخشى أن يقدمه نظرا لطبيعته المختلفة عن نوعية الأفلام التي قدمها خلال السنوات العشرة الأخيرة.(إفي)