وصلنا أخيراً إلى آخر أيام تداولات الأسبوع عزيزي القارئ، والذي كان أسبوعاً مليئاً بالأحداث والبيانات والأخبار الاقتصادية وتقارير الأرباح الصادرة عن الشركات الأمريكي والتي تتناول أداء تلك الشركات خلال الربع الأول من العام الحالي 2010، ولكنه أسبوعاً لم يكن مليئاً بالبيانات والأخبار الاقتصادية كما كان الحال في تقارير الأرباح والتي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي، حيث أوضحت تلك البيانات بأن الاقتصاد الأمريكي يواصل عجلة التعافي والانتعاش من تبعات أسوأ أزمة مالية تعم البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، في حين جاءت تقارير الأرباح مبهرة حيث تغلبت على التوقعات.
وسيصدر الاقتصاد الأمريكي قراءة طلبات البضائع المعمرة عن شهر آذار، والذي من المتوقع أن يرتفع بنسبة 0.2% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.5% خلال شهر شباط الماضي، في حين تشير التوقعات إلى ارتفاع قراءة مؤشر الطلبات المعمرة عدا المواصلات عن الشهر ذاته وبنسبة 0.7% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.9% خلال شهر شباط.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن طلبات البضائع المعمرة تحسنت خلال الأشهر القليلة الماضية وما زالت التوقعات تشير إلى المزيد من التحسن خلال الأشهر المقبلة، حيث ما تزال شروط الائتمان تشديد، ولكنها حدتها تتراجع يوماً عن يوم، مما يدعم مستويات الإنفاق في البلاد، ولا بد لنا من رؤية تحسن ملحوظ خلال الفترة المقبلة، نظراً لكون معدلات البطالة في البلاد يجب أن تبدأ في الانخفاض قريباً.
ولا تزال معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية تقف عند أعلى مستوياتها منذ 26 عاماً عند مستويات 9.7% ، وتواصل تلك المعدلات لعب الدور الرئيس الذي يعيق عجلة التعافي والانتعاش في البلاد، وبالتالي لا بد لنا من توقع تحسن قطاع العمالة خلال العام الحالي لدعم عجلة التعافي والانتعاش والتي سنشهد وبحسب التوقعات ارتفاع وتيرتها بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من العام الحالي 2010 ، مع الإشارة إلى أن مستويات الدخل ومستويات الإنفاق تتعرض لضغوط جمة بسبب ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، هذا إلى جانب تشديد شروط الائتمان، وكما شهدنا نجاح أرباب العمل في توفير فرص عمل جديدة خلال آذار، فلا بد لنا من توقع تحسن ذلك خلال نيسان، وبالتالي فالأوضاع الاقتصادية ستتحسن بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة المقبلة، على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يزاجه تبعات الأزمة المالية العالمية.
وقد شهدنا يوم أمس صدور بيانات عن قطاع المنازل الأمريكي، حيث صدر عن القطاع تقرير مبيعات المنازل القائمة لشهر آذار والذي أظهر بأن الأنشطة الاقتصادية بدأت بالارتفاع مجدداً في قطاع المنازل الأمريكي، أما اليوم فسنشهد صدور تقرير مبيعات المنازل الجديدة لشهر آذار لتأكيد ذلك، حيث تشير التوقعات إلى أن مبيعات المنازل الجديدة ارتفعت على الأرجح خلال شهر آذار بنسبة 5.5% لتصل إلى 325 ألف وحدة سكنية.
ولا يزال قطاع المنازل الأمريكي يرزح تحت وطأة ضغوطات كبيرة جداً، نظراً لارتفاع معدلات البطالة في البلاد، هذا إلى جانب تشديد شروط الائتمان، بالإضافة إلى ارتفاع قيم الحبوس العقارية، والتي تثقل كاهل الأنشطة الاقتصادية في قطاع المنازل الأمريكي، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يخرج ببطئ وسلام من دائرة الركود الاقتصادي، وبالتالي فلا بد لنا من توقع تواصل تحسن الأنشطة الاقتصادية تدريجياً في قطاع المنازل الأمريكي، قبيل أن تعود المياه إلى مجاريها بحلول العام 2011 أو 2012.
وفي الوقت ذاته فالشركات الأمريكية ستواصل الإعلان عن نتائجها المالية للربع الأول المنتهي في 31 من آذار 2010 اليوم، حيث أظهرت معظم الشركات الأمريكية حتى الآن أرقاماً بأفضل من التوقعات، وحملت لنا الليلة الماضية وعقب إغلاق السوق تقارير أرباح كل من أميريكان أكسبرس إلى جانب نتائج شركة مايكروسوفت، حيث جاءت أرقام الشركات لتتغلب على التوقعات مرة أخرى، مما سينشر مزيداً من الثقة في الأسواق.
وما زال سوق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية يستمتع بتقارير الأرباح المبهرة، والتي تدعم الاقتصاد الأمريكي في عجلة انتعاشه وتعافيه من خلال دعم النشاط الاقتصادي، وسط إعلان كبرى الشركات الأمريكية عن تقارير أرباحها عن الربع الأول من العام الحالي 2010 ومن مختلف القطاعات لتظهر تلك التقارير بأن الشركات نجحت في خفض التكاليف المترتبة عليها و رفع نسب أرباحها.
وبالانتقال إلى كندا، فقد صدر عن الإقتصاد الكندي اليوم مؤشر أسعار المستهلكين في كندا ليظهر انخفاض في المؤشر عن شهر آذار ليصل إلى قراءته الصفرية مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.4% و بأدنى من التوقعات التي بلغت 0.2%، وعلى صعيد آخر فقد صدر عن الإقتصاد الكندي أيضاً مؤشر أسعار المستهلكين السنوي عن شهر آذار حيث شهدنا انخفاض في المؤشر ليصل إلى 1.4% مقارنة بالقراءة السابقة والتوقعات التي بلغت 1.6%.
ومن ناحية أخرى فقد شهدنا إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الجوهري خلال آذار حيث انخفض المؤشر ليصل إلى -0.2% بالمقارنة مع القراءة السابقة التي بلغت 0.7% و بأدنى من التوقعات التي بلغت 0.1% أما مؤشر أسعار المستهلكين الجوهري السنوي خلال آذار فقد انخفض ليصل إلى 1.7% مقارنة بما كان عليه سابقاً عند 2.1% و بأدنى من التوقعات التي بلغت 2.0%.
وقد أعربت كندا عن ارتياحها إزاء التوقعات بالنسبة للتضخم خلال اجتماع البنك المركزي الكندي مؤخراً، حيث صرح البنك بأن بأنهم من الممكن أن يقوموا برفع أسعار الفائدة الرئيسية خلال اجتماعهم المقبل والذي من المزمع أن يتم في شهر حزيران المقبل، عقب إسقاط البنك لتعهده والقاضي يإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير حتى شهر تموز.
كما وسيصدر عن الاقتصاد الكندي اليوم قراءة مبيعات التجزئة عن شهر شباط حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع المبيعات بنسبة 1.0% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.7% في حين تشير التوقعات أيضاً إلى أن قراءة مبيعات التجزئة عدا المواصلات عن شباط ارتفعت بنسبة 0.5% بالمقارنة مع القراءة السابقة التي بلغت ارتفاع بنسبة 1.8%، وعلى ما يبدو فإن معدلات الإنفاق تواصل التحسن في كندا، الأمر الذي يوضح تحسن مستويات الطلب بالتأكيد، مما سيشكل مزيداً من الدعم لعجلة التاعفي والانتعاش في البلاد...