Investing.com – إرتفع الدولار الأمريكي أمام الجار الكندي اليوم الجمعة، مسجلاً أعلى مستوياته في 5 أسابيع، وذلك بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الكندي التي جائت مخيبة للآمال ومعاكسة للتوقعات، ومع تراجع مستويات السيولة في الأسواق مع إقتراب عطلة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
هذا وسجل الدولار/كندي 1.3553 وهو أعلى سعر له منذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر، واعلى مستوى منذ 28 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أن يتماسك عند 1.3550 ليرتفع بنسبة 0.48٪.
ومن المرجح أن يجد الزوج الدعم عند 1.3408 حيث أدنى سعر ليوم أمس الخميس، والمقاومة عند 1.3566 أهلى سعر ليوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي وقت سابق اليوم، أظهرت البيانات الرسمية أن الناتج المحلي الإجمالي لكندا قد تراجع بنسبة معدلة موسمياً تبلغ 0.3٪ خلال الربع الثالث من العام، وهو ما جاء أسو وبكثير من نسبة النمو للربع السابق والبالغ 0.4٪، وعلى نقيض من توقعات المحللين الذين كانوا يترقبون نمواً بنسبة 0.1٪.
وكان الدولار الأمريكي قد إرتفع بعد صدور مجموعة من البيانات الأمريكية يوم أمس الخميس وعلى رأسها تقرير الناتج المحلي الإجمالي، الذي جاء أفضل من توقعات المحللين، ومع ترقب المستثمرين لبيانات مبيعات المنازل الجديدة وثقة المستهلك المقررة في وق لاحق اليوم.
ويتوقع ان تبقى أحجام التداول في جلسة اليوم محدودة، كونها الجلسة الأخيرة قبل عطلة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، وهو ما يتوقع ان يؤثر سلبياً على مدى السيولة في الأسواق.
وكانت البيانات الرسمية المنقحة التي صدرت يوم أمس الخميس قد أظهرت أن إقتصاد الولايات المتحدة قد نما بأكثر مما تم الأعلان عنه في القراءة الأولية، خلال الربع الثالث من العام، وهو ما يعزز من التوقعات الكبيرة أصلاً بأن يقر مجلس بنك الإحتياطي الفيدرالي سلسلة من عمليات رفع أسعار الفائدة خلال عام 2017.
ففي التقرير الرسمي الذي صدر في وقت سابق، قال مكتب التحليلات الاقتصادية الأمريكي أن الناتج المحلي الإجمالي قد نما بمعدل سنوي ببلغ 3.5٪ خلال الربع الثالث من العام، وهو ما جاء أفضل القراءة الأولية والبالغة 3.2٪، وأفضل من توقعات المحللين البالغة 3.3٪.
كما أظهر التقرير إرتفاع مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة تبلغ 1.4٪ خلال الربع الثالث من العام، وهو ما جاء متوافقاً مع توقعات الإقتصاديين، وللقراءة الأولية كذلك. أما الإنفاق الإستهلاكي الحقيقي فلقد شهد نمواً بنسبة تبلغ 3.0٪ خلال الربع الثالث من العام، مقارنة مع القراءة الأولية البالغة 2.7٪، وتوقعات المحللين البالغة 2.8٪.
وبعد ذلك أظهرت البيانات أن كل من الإنفاق الشخصي والدخل الشخصي قد خيبا آمال التوقعات. ففي التقرير الرسمي الذي صدر في وقت سابق اليوم، ذكر مكتب التحليل الاقتصادي في الولايات المتحدة أن الإنفاق الشخصي قد إرتفع بنسبة 0.2٪ خلال الشهر الماضي، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً قدره 0.2٪.
كما أظهر التقرير أن الدخل الشخصي قد بقي ثابتاً خلال الشهر الماضي، وهو ما جاء على عكس التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً قدره 0.3٪.
وفي تقرير ثالث، ذكرت وزارة العمل الامريكية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 16 كانون الأول/ديسمبر قد إرتفع بمقدار 21 ألف شخص إلى ما مجموعه 275 ألف شخص، من 254 ألف في الأسبوع الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون إرتفاع مطالبات تعويض البطالة بمقدار الفي طلب إلى ما مجموعه 256 ألف طلب.
وبذلك يسجل هذا الرقم الأسبوع رقم 94 وهو دون مستوى الـ300 ألف طلب، وهي أطول فترة تحت هذه العتبة منذ عام 1970. وعادة ما ترتبط مطالبات البطالة الأولية التي تقع تحت مستوى 300 ألف بثبات وصحة سوق العمل الأمريكية.
وكان مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، قد إرتفع بنحو 6٪ منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في ظل توقعات بسياسة مالية توسعية في ظل رئاسة ترامب، بالإضافة إلى توقعات كبيرة بسلسلة من عمليات رفع أسعار الفائدة خلال عام 2017. وما زال مؤشر الدولار على مقربة من أعلى مستوى له في 14 عاماً، والذي سجله عند 103.55 الأسبوع الماضي.
ويرى محللو الأسواق أن النظرة المستقبلية لتوقعات أسعار العملة الأمريكية ستبقى قوية في ظل إرتفاع إحتمالات رفع الفائدة من طرف بنك الإحتياطي الفيدرالي لعدة مرات خلال عام 2017.
ولم يجد الدولار الكندي الدعم من النفط الذي تراجع بقوة في جلسة تداول اليوم متأثراً بإحتمالات رفع الإنتاج الليبي. ويعتبر النفط أحد أهم صادرات كندا، ولذلك يتأثر الدولار الكندي بشكل واضح بتقلبات أسعار النفط.
كما تراجع الدولار الكندي أمام العملة الأوروبية الموحدة مع إرتفاع زوج اليورو/كندي بنسبة 0.53٪ ليتداول عند 1.4150.