كان(فرنسا)، 16 مايو/آيار (إفي): أعلن النجم الإسباني أنطونيو بانديراس أن مواطنه المخرج بدرو ألمودوبار سيدخل البلاتوه ليبدأ تصوير فيلمه الجديد اعتبارا من التاسع من أغسطس/آب القادم، ويمثل عودة ألمودوبار للوقوف خلف الكاميرا مجددا ليقدم عملا سينمائيا جديدا مثيرا للجدل، ينتمي إلى نوعية أفلام الرعب.
وحصلت شركة "فيلم نيشن إنترتينمنت" على حقوق توزيع فيلم المخرج الإسباني العالمي "الجسد الذي أسكنه"، بطولة أنطونيو بانديراس، والمقرر بدء تصويره في إسبانيا خلال شهور الصيف من العام الجاري.
وأعلنت النسخة الخاصة من مجلة (فاريتي) الفنية المتخصصة، التي تصدر بشكل استثنائي احتفاءا بالدورة الـ63 لمهرجان كان السينمائي، والتي تستمر حتى 23 من الشهر الجاري، أن المخرج الإسباني كان قد عرض مشروعه ضمن فعاليات سوق الفيلم المقام على هامش المهرجان، حيث تعرف هناك على مسئول الشركة جلين باسنرز.
ويترقب جمهور السينما الإسبانية اللقاء المرتقب بين المخرج العالمي بدرو ألمودبار مع نجمه الأثير أنطونيو بانديراس بعد 21 عاما من أخر تعاون لهما معا في فيلم "قيدني من أعلى.. قيدني من أسفل".
وظل ألمودوبار يدرس قصة الفيلم طوال عشر سنوات، إلى أن قرر بدء التصوير هذا الصيف، حيث يقول: "من الصعب تصنيف هذا العمل، ولكنها تقترب من نوعية أفلام الرعب، التي تروقني كثيرا غير أني لم أصور عملا من هذا النوع، لذا سيكون فيلمي بدون فزع أو صراخ، لأني لن ألتزم بأي من قواعد هذا النوع.
ويتابع "كتبت الدور ليلائم بانديراس تماما، حيث يقدم شخصية متوحشة رهيبة، يلتقي بشخصية أخرى ذات قدرات غير عادية على الصمود، وقد أخضعته بالفعل لتجارب مريعة في السيناريو، لدرجة أنني لم أكن أتصور أنه بمقدوري كتابة شيء بهذه الفظاعة.
وعن عنوان الفيلم، يقول المخرج الإسباني "الجسد الذي أسكنه" لا يزال عنوان مؤقت للعمل، وهو مستوحى من رواية بعنوان "العقرب" لتيري جونكيه، وتتناول قصة انتقام طبيب جراحات تجميل ضد الشخص الذي اغتصب ابنته.
وعن معايشته للنص، يقول إنه طوال عشر سنوات كتب أكثر من تسع سيناريوهات للفيلم، حتى توصل للصيغة النهائية التي حلت جميع المشاكل التي تعرض لها أثناء معالجة القصة من منظور سينمائي.
ويعلق المخرج الشهير "أنا شخص عنيد بطبعي، ولسبب ما لم أتخل عن هذه القصة بالرغم من العقبات العنيفة التي واجهتني في تحويلها إلى نص سينمائي، لقد بدأت العمل في هذا السيناريو منذ كنت أعمل في فيلم "كل شيء عن أمي"، وفي بعض الأحيان كنت أكتب بلا اهتمام وبلا أمل، ولكن النص نفسه لم يتركني في سلام حتى انتهيت منه".
وبمناسبة عودتهما للعمل معا مجددا، أدلى بانديراس بتصريحات صحيفة على هامش المهرجان أوضح خلالها أن مشروعه القادم مع المخرج الإسباني "سيكون فيلما قويا ومثيرا كعادة الأفلام التي ينتظرها المشاهد دوما من ألمودوبار".
ويتابع بانديراس: "مر 21 عاما على أخر مشروع فني لنا معا، وبرغم مرور كل تلك السنوات إلا أن بدرو قال لي: أشعر كما لو أنها كانت بالأمس"، مشيرا إلى أنه يبادل مواطنه الحائز على جوائز الأوسكار وكان، نفس الشعور.
يذكر أن بدايات بانديراس الحقيقية مع الفن السابع كانت محلية مع مواطنه المخرج الشهير بدرو ألمودوبار عام 1982 بفيلم "ماتادور" حيث قام بدور مراهق يكتشف قاتل متعدد، متخصص في اغتصاب المراهقات.
ثم قدم مع ألمودوبار في فترة الثمانينيات عدد من الأعمال مثل "قانون الرغبة" وجسد دور مراهق مثلي، و"نساء على حافة الإنهيار" مع كارمن ماورا، ثم "قيدني من أعلى قيدني من أسفل" مع فيكتوريا أبريل عام 1989.
وبدأ شهرته مع هوليوود ببطولة الفيلم السياسي الغنائي "إيفيتا" عام 1996 مع نجمة البوب مادونا، عن حياة إيفا براون زوجة زعيم الأرجنتين الراحل خوان بيرون.
يذكر أن أفلام "نساء على حافة انهيار عصبي" (1988) و"زهرة أسراري" (1995) و"اللحم المرتجف" (1997) و"كل شيء عن أمي" (1999) و"تحدث معها" (2002) و"سوء التربية" (2004) و"العودة" (2006)، تمثل علامات في مشوار ألمودوبار الفني والذي بدأه عام 1980.
إضافة إلى أفلامه المثيرة للجدل، يعتبر بدرو آلمودوبار، الإسباني الوحيد الحاصل على الأوسكار مرتين والسعفة الذهبية في العام الثالث عن أفلام "كل شيء عن أمي" و"تحدث إليها" و"تربية سيئة"، على التوالي، كما نجح في فرض ما يعرف "بفتيات ألمودبار" وتأتي في مقدمتهن الممثلة العظيمة كارمن ماورا التي تعتبر ملهمته الأولى ورفيقة كفاحه وبطلة أول أفلامه.
بالإضافة لماورا، تضم قائمة فتيات ألمودبار، كل من بنيلوبي كروث، وفيكتوريا أبريل، وأنخيلا مولينا، ولولا دوينياس، بلانكا بورتييو ويوهانا كوبو.
ولد المودوبار في إقليم لا مانشا الإسباني، في منتصف خمسينات القرن الماضي، واضطر في سن الثامنة للرحيل مع عائلته للشمال، حيث تلقى تعليما دينيا في مدارس الفرانسيسكان، و كانت هذه التجربة الدينية المريرة (التربية السيئة) عنوان فيلمه الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان 2004 ، و كان نتاج هذه المرحلة أن تسببت في فقد إيمانه بالله.(إفي)