مدريد، 16 مايو/آيار (إفي): خرج آلاف الاشخاص في مسيرة حاشدة بمدريد اليوم للمطالبة بتنظيم إضراب عام ضد الاجراءات التي اعلنت عنها الحكومة لاقتطاع رواتب العاملين بالدولة في سبيل خفض العجز العام.
وشارك في المسيرة زعيم اليسار المتحد كايو لارا، والامين العام للجنة العامة للعمل خاسينتو ثياثيرو، ومنتدي "توحيد البدائل"، للمطالبة بتنظيم إضراب عام، يسعى المنتدي الاشتراكي اليوناني لتمديده بحيث يشمل كل أوروبا في 20 الجاري.
وكانت التظاهرة التي دعا اليها "توحيد البدائل" تهدف في الاساس لإظهار وحدة العديد من التيارات والمنظمات ضد السياسات الليبرالية الجديدة للاتحاد الاوروبي، لكنها تحولت الى مسيرة ضد خطة التقشف المعلنة من قبل الحكومة الاسبانية.
وتضاربت البيانات حول أعداد المشاركين في المسيرة حيث قدرتهم الشرطة الاسبانية بحوالي خمسة آلاف شخص، في حين أشار المنظمون للتظاهرة الى مشاركة أكثر من 15 ألف شخص.
وحذر كايو لارا، من تنظيم الاضراب إذا لم تتراجع الحكومة عن سياستها، بعد ان اعتبر ان "حكومة إسبانيا قررت الخروج من الازمة بشد الحزام على الفقراء، وليس عن طريق زيادة الضرائب عن الاثرياء والاقوياء الذين تسببوا في ظهور الازمة العالمية".
وكان رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو قد أعلن الأربعاء الماضي أمام مجلس النواب خطة إدارته لخفض عجز الميزانية خلال عامي 2010 و2011 ، حيث عرض مجموعة من الإجراءات بينها خفض أجور العاملين في القطاع العام بنسبة 5% خلال هذا العام، وتجميدها عام 2011 ، علاوة على تعليق الزيادة السنوية في المعاشات خلال العام المقبل.
وتسعى هذه الإجراءات لخفض عجز الميزانية بقدر خمسة مليارات يورو خلال العام الجاري، وعشرة مليارات يورو في العام المقبل، بحيث تتمكن الحكومة من تقليل عجز ميزانيتها إلى 3% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد بحلول عام 2013.
وقال زعيم اليسار المتحد انه اقترح من جانبه اجراء استفتاء ليقرر المواطنون بانفسهم الموافقة على اقتراحات الحكومة، بعد ان لفت الى ان "ما حدث ليس سوى مجرد بداية وان خطة التقشف الصارمة ستستمر علىالصعيد الوطني والداخلي".
وردد المتظاهرون في مدريد اليوم هتافات تطالب بتنظيم الاضراب العام، وحملوا لافتات تدعو لـ"رفض الراسمالية الاوروبية" وضرورة دفع الرأسماليين لثمن تسببهم في الازمة.(إفي)