صدر اليوم عن الاقتصاد الاسترالي بيانات خصوص مؤشر ثقة المستهلكين خلال شهر أيار، و أظهر المؤشر انخفاض قراءة ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوياتها منذ 19 شهر. و ذلك بعد أن قام السيد ستيفينز رئيس البنك المركزي الاسترالي برفع أسعار الفائدة، الأمر الذي أثر بالسلب على ثقة المستهلكين مما يزيد الضغوط على صانعي السياسات النقدية في البنك للعمل على تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماعات القادمة عند نفس مستوياتها الحالية.
أعلن الاقتصاد الاسترالي اليوم عن مؤشر Westpac لثقة المستهلكين خلال شهر أيار، و قد اظهر المؤشر انخفاض القراءة بنسبة 7% مقارنة مع القراءة السابقة لشهر نيسان التي كانت تشير إلى انخفاض بنسبة 1%، حيث انخفض 108 نقطة من المؤشر كما أظهرت الإحصائية.
ثقة المستهلكين تنخفض للشهر الثاني على التوالي بعد أن قام البنك المركزي الاسترالي برفع أسعار الفائدة ستة مرات خلال السبع اجتماعات الأخيرة للبنك لتصل إلى 4.5%. ارتفاع أسعار الفائدة يؤثر بشكل سلبي على عمليات الإنفاق من قبل المستهلكين، و الجدير بالذكر أن إنفاق القطاع العائلي يمثل حوالي 60% من الاقتصاد الاسترالي.
هذا و قد انخفضت مبيعات التجزئة خلال الربع الأول من هذا العام لتتبع الضعف في ثقة المستهلكين، و هو ما أدى على قيام عدد من الشركات إلى تخفيض توقعاتهم بشان إجمالي نم المبيعات. ولكن علينا القول أنه بالرغم من ضعف قطاع المبيعات في استراليا إلا أن الاقتصاد الاسترالي لا يزال يجد الدعم اللازم له من خلال انتعاش قطاع التعدين و تحسن الصادرات بشكل كبير وسط انتعاش الطلب العالمي.
استمرار التأثير السلبي لثقة المستهلكين على المبيعات قد تدفع البنك المركزي الاسترالي إلى التوقف عن التفكير في رفع أسعار الفائدة مجددا، و العمل على تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية خلال الاجتماعات القادمة للبنك. و مما لا شك فيه أن أزمة الديون الحكومية التي تواجهها اليونان و الاتحاد الأوروبي من خلفها ستؤثر بشكل كبير على القرار القادم للبنك المركزي الاسترالي الذي شكك خلال محضر اجتماعه السابق أن الحزمة المالية التحفيزية الأوروبي بقيمة 1 تريليون دولار ستكون كافية لمواجهة الأزمة الحالية.
لا يزال أمام الاقتصاد الاسترالي فرصة للاستفادة من الأوضاع الحالية في الاقتصاد العالمي، فارتفاع أسعار السلع الأولية و المواد الخام و زيادة الإقبال عليهم من قبل الصين سيزيد من أرباح الشركات، وهو ما سيعمل على قيام الشركات الاسترالي بالمزيد من عمليات التوظيف مما قد يعوض الانخفاض في الإنفاق المحلي في استراليا.
التوقعات وضعت بالفعل في الأسواق بأن البنك المركزي الاسترالي سيقوم بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم. هذه التوقعات أدت إلى ضعف كبير في الدولار الاسترالي بشكل دفعه إلى الانخفاض مقابل الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، خاصة و أن الطلب على الدولار الأمريكي في تزايد مستمر بسبب أزمة الديون الحكومية التي تسبب المخاوف في الأسواق المالية و تدفع المستثمرين إلى الإقبال على أكثر الاستمارات أمناً لهم و الذي يتمثل حاليا في الدولار.