اسطنبول، 22 مايو/آيار (إفي): تنطلق اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الذي تستضيفه مدينة اسطنبول، تحت رعاية الأمم المتحدة وتركيا لبحث سبل اقرار المصالحة في الصومال ودعم حكومته بهدف القضاء على حالة الفوضى ومحاربة ظاهرة القرصنة.
ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر ممثلين عن قرابة 55 دولة، بينهم وزراء خارجية إسبانيا، ميجل أنخل موراتينوس، التي تترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، وفرنسا برنار كوشنير، بالإضافة لوفود من الاتحاد الأفريقي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والعديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي.
كما يشارك في مؤتمر اليوم باسطنبول، والذي سبقه اجتماع للخبراء الجمعة، الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد وبعض وزراء الحكومة الانتقالية التي تم اختيارها بهدف إخراج الصومال من الأزمة التي يشهدها منذ نحو عقدين من الزمان، رغم أن سلطتها تنحصر حتى الان في مناطق وسط الصومال.
ومن المنتظر ان تتركز جلسات المؤتمر اليوم وغدا على سبل دعم الصومال سياسيا والإسراع بعملية التنمية ومد يد العون للقطاع الخاص حتى يتسنى اخراج هذا البلد من حالة الفوضى والفرقة السياسية، وبالتالي القضاء على ظاهرة القرصنة التي أرقت مضاجع الدول الكبرى، بعد ان هددت الملاحة بين أوروبا وأسيا في المحيط الهندي ومدخل البحر الاحمر.
ورغم ان المؤتمرون لم يخصصوا أية جلسة بشكل رسمي لبحث ظاهرة القرصنة بصفة خاصة، إلا انه من المنتظر ان تفرض نفسها بشكل واضح خلال كافة الجلسات، وهو ما عكسه تصريح المتحدث باسم الخارجية التركية بوراك أوزجرجرن الجمعة عندما قال ان قضية القرصنة تعد "احد المسائل التي جذبت الاهتمال للصومال".
وفي هذا السياق، ابرز المتحدث التركي اهمية نجاح الحكومة الانتقالية في اقرار الامن وبسط السيطرة على كافة المناطق، وقال "أننا قمنا بأعمال كثيرة حتى تمضي عملية السلام في طريق جيد".
وقالت مصادر مقربة من المؤتمر ان البحث سيتركز اليوم على الجانب السياسي، وخاصة كيفية تطبيق اتفاقية السلام في الصومال، التي تم توقيعها في جيبوتي عام 2008 في حين يتم بحث الجانب الإقتصادي الأحد.
ولم تستبعد المصادر ان تطالب حكومة شيخ شريف بالمزيد من الدعم العسكري ممثلا في المزيد من القوات الأفريقية، وعمليات تدريب افراد الشرطة الصومالية.
وكانت اللجان التحضيرية قد افتتحت المؤتمر الجمعة للإعداد للجلسات التي ستناقش موضوعاته على مدار اليوم وغد.
يشار إلى أن الصومال لا تعتمد على حكومة فاعلة منذ 1991 عندما أطيح بالديكتاتور محمد سياد بري، فانقسمت السلطة بين زعماء القبائل، والمليشيات الإسلامية المتشددة، والتنظيمات المسلحة في بعض المناطق.
وأصبحت ظاهرة القرصنة قبالة السواحل الصومالية من اكثر الملفات إثارة لقلق المجتمع الدولي باعتبار انها تؤثر على حركة الملاحة والتجارة البحرية الدولية، إلى جانب عمليات توزيع المساعدات الإنسانية، باعتبار أن القراصنة سبق لهم في اكثر من مناسبة استهداف سفن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي. (إفي)