Investing.com – سجل الدولار الأمريكي أعلى مستوياته في أسبوعين أمام العملات الرئيسية الأخرى خلال تداولات منتصف النهار بالتوقيت الأمريكية الشرقي لليوم الخميس، وذلك في ظل قرار بنك الإحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة، وبعد صدور بيانات مطالبيات البطالة الأسبوعية وتقرير بنك الإحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا (فيلي فيد).
وفي قرار كان متوقعاً بشكل كبير جداً، رفعت لجنة السوق المفتوح في بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة من 1.00٪ إلى 1.25٪، في ختام اجتماع إستمر ليومين وإنتهى مساء أمس الأربعاء. إلا أن بيانات التضخم الأمريكية المخيبة للآمال، والتي صدرت قبل قرار الفيدرالي بساعات، أثارت الشكوك حول ما إذا كان البنك المركزي الأكبر في العالم سيكون قادراً على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام.
ومن جهة أخرى، تشعر الأسواق بحالة من القلق، مع إستمرار الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة بعد أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم أمس الاربعاء أن المستشار الخاص روبرت مولر يحقق في إاحتمال أن يكون الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) قد قام بأعمال تصنف على انها عرقلة للعدالة.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت في وقت سابق اليوم الخميس قد أظهرت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد إنخفض بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، ليبقى ضمن المستويات التي تعتبر صحية، مما يؤكد حالة التفاؤل بشان صحة سوق العمل الأمريكي.
ففي التقرير الرسمي الذي صدر قبل قليل، ذكرت وزارة العمل الامريكية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 10 حزيران/يونيو قد تراجع بمقدار 8 ألاف شخص إلى ما مجموعه 237 ألف شخص، من 245 ألف في الأسبوع الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون تراجع مطالبات تعويض البطالة بمقدار 3 ألاف طلب إلى ما مجموعه 242 ألف طلب.
وبذلك يبقى عدد مطالبات البطالة الأولية دون مستوى الـ300 ألف طلب، التي عادة ما ترتبط بثبات وصحة سوق العمل الأمريكية.
كما أظهر التقرير أن المتوسط المتحرك الشهري، والذي يحتسب لأخر 4 أسابيع، قد إرتفع بمقدار 1,000 طلب، ليسجل 243,000 طلب. ويعتبر المتوسط المتحرك مقياسا أكثر دقة للاتجاهات في سوق العمل لأنه يقلل من التقلبات التي قد تكون حادة في البيانات من أسبوع إلى أسبوع.
كما ذكرت وزارة العمل الامريكية في التقرير أن المطالبات المستمرة لإعانات البطالة للأسبوع المنتهي في 3 حزيران/يونيو قد إنخفضت إلى ما مجموعه 1.929 مليون شخص، من 1.929 مليون في الأسبوع الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون أن تتراجع المطالبات المستمرة إلى مستوى 1.923 مليون مطالبة.
وفي تقرير منفصل، قال البنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا أن مؤشر نشاط القطاع التصنيعي لشهر حزيران/يونيو قد تراجع إلى قراءة قدرها 27.6 نقطة هذا الشهر من 38.8 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون تراجع المؤشر إلى 24.0 نقطة.
وتشير أي قراءة فوق مستوى الصفر إلى تحسن ظروف القطاع خلال الشهر ذو العلاقة، بينما تشير القرائات ما دون الصفر إلى تدهور أوضاعه.
كما أظهر التقرير أن مؤشر الأوامر الجديدة قد إرتفع من قراءة 25.4 الشهر الماضي إلى قراءة 25.9 هذا الشهر، ولكن على العكس من ذلك، تراجع مؤشر التوظيف من قراءة 17.3 نقطة الشهر الماضي إلى 16.1 نقطة هذا الشهر.
وبعد صدور هذه البيانات، تراجع اليورو/دولار بنسبة 0.64٪ ليتداول عند 1.1146، وهو أدنى أسعاره منذ 30 آيار/مايو.
كما تراجع الباوند/دولار بنسبة 0.18٪ ليتداول عند 1.2769، متراجعاً من اعلى سعرله في جلسة تداول اليوم 1.2795 والذي كان قد سجله بعد صدور قرار بنك إنجلترا بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، إلا أن هذا القرار جاء مصحوباً بإنقسام كبير، حيث صوت 5 أعضاء لمصلحة الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، بينما صوت 3 أعضاء لمصلحة الرفع. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها عدد أعضاء لجنة السياسة النقدية الذين يصوتون على رفع الفائدة إلى 3 منذ عام 2007.
هذا وإرتفعت العملة الامريكية أمام نظيرتها اليابانية، فتقدم الدولار/ين بنسبة 0.99٪ ليتداول عند 110.68، وكذلك أمام العملة السويسرية، مع إرتفاع الدولار/فرنك بنسبة 0.47٪ ليتداول عند 0.9756.
وبدوره، أعلن البنك الوطني السويسري (البنك المركزي في البلاد) عن الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند سالب 0.75٪، وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع، بينما أعاد التأكيد على رأيه بأن الفرنك السويسري ما زال "مبالغاً في قيمته بشكل كبير".
وقال البنك كذلك في البيان المصاحب للقرار أنه سيبفى "فعالاً في أسواق الصرف الأجنبي، بحسب ما يلزم الأمر"، بينما يراقب بنظرة شاملة الوضع الكامل للعملة، ويضع ذلك في إعتباره.
وأظهر الدولار أداءاً قوياً أمام عملات القارة الأوقيانوسية التي تحمل ذات إسمه، وذلك مع إنخفاض الأسترالي/دولار بنسبة 0.21٪ ليتداول عند 0.7574، وسقوط النيوزيلندي/دولار بنسبة 1.09٪ ليسجل 0.7190.
وخلال الجلسة الآسيوية، قال مكتب الإحصاءات الأسترالي في تقرير رسمي، عدد الوظائف في الاقتصاد قد إرتفع بواقع 42 ألف شخص خلال آيار/مايو، وهو ما تفوق بسهولة على التوقعات بإرتفاع قدره 10 الاف. وأظهر التقرير كذلك أن نسبة البطالة قد تراجعت إلى 5.5٪ خلال آيار/مايو من 5.7٪ في الشهر السابق.
بشكل منفصل، قالت دائرة الإحصاءات في نيوزيلندا ان الناتج المحلي الإجمالي قد إرتفع بنسبة 0.5٪ في الربع الأول من العام، مما خيب آمال التوقعات بمعدل نمو قدره 0.7٪. أما على أساس سنوي، فلقد نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.5٪، وها ما خيب آمال التوقعات كذلك، والتي كانت تترقب نمواً قدره 2.7٪.
وفي الوقت نفسه إرتفع الدولار/كندي بنسبة 0.32٪ ليتداول عند 1.3287، ليبدأ الإبتعاد عن أدنى مستوياته في أكثر من ثلاثة أشهر، والذي كان قد سجله يوم امس عند 1.3163.
وفي ظل هذه الحركات، إرتفع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.58٪، ليسجل 97.47، وهو أعلى مستوى له منذ 30 آيار/مايو.