ماناجوا، أول يوليو/تموز (إفي): أكد رئيس نيكاراجوا دانييل أورتيجا أن الدكتاتور البنمي السابق مانويل أنطونيو نورييجا، الذي تم تقديمه للمحاكمة في باريس هو "ضحية لألعاب الحرب" التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) لعدم دعمه الغزو الأمريكي لماناجوا في ثمانينيات القرن الماضي.
وقال أورتيجا خلال اجتماع في عاصمة بلاده مع أعضاء برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) إن "الجنرال نورييجا ضحية لألعاب الحرب، فالكل يعلم إنه عمل مع هذه الأجهزة، وعن قرب من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب، الذي كان يترأس وكالة (سي اي ايه).
ووفقا للزعيم اللاتيني، فإن بوش الأب كان يريد تجنيد نورييجا في الحرب الأهلية التي استمرت في أمريكا الوسطى في الثمانينيات، ولما رفض جاءت العقوبة والانتقام.
وأضاف رئيس نيكاراجو إن "نورييجا ضحية المناورات الحربية لمثل هذه الأجهزة التي تعمل في الظلام من أجل فرض سياسات مزعزعة للاستقرار".
وكان الدكتاتور البنمي السابق قد أكد أن المحاكمة التي تم تقديمه إليها في باريس "هي نفس المؤامرة" التي حاكتها الولايات المتحدة لإدانته، انتقاما منه لرفضه التدخل في نيكاراجوا في ثمانينيات القرن الماضي.
وفي كلمة وجهها إلى رئيس هيئة المحكمة أنيه كوانتين، أشار نورييجا "بكل تواضع وبكل احترام أقول لسيادتكم أن كل هذا فبركة مالية".
وأكد أنه عمل خلال سنوات حكمه "من أجل السلام" في أمريكا الوسطى، المنطقة التي "كانت للولايات المتحدة مصلحة سياسية في سحق جميع حركات اليسار والشيوعية".
وأشار إلى أن واشنطن "كانت ترغب في القضاء على (جبهة ساندنيستا) في نيكاراجوا، وكما لم تستطع الإدارة الأمريكية القيام بذلك من خلال الجماعة التي شكلتها، كانت في حاجة إلى شن حملة عسكرية على المنطقة".
وكانت الولايات المتحدة قد سلمت الديكتاتور السابق إلى فرنسا، لمحاكمته هناك، بعد أن أصدر القضاء الفرنسي حكما غيابيا ضده بالسجن عشر سنوات في 1999 بتهمة غسيل الأموال من تجارة المخدرات، عقب غسيله لمبلغ 3.1 ملايين دولار في بنوك بفرنسا وعبر شراء وحدات سكنية في باريس.
يذكر أن نورييجا تولي السلطة في بنما منذ عام 1983 وحتى 1989 حتى تم اعتقاله من قبل القوات الأمريكية التي غزت البلاد لهذا الغرض.(إفي)