Investing.com – إرتفع الدولار الأمريكي أمام بقية العملات الرئيسية الأخرى في تداولات الصباح الباكر بالتوقيت الأوروبي لليوم الجمعة، وذلك مع إسستمرار تركيز المستثمرين على التغيير في إحتمالات رفع الفائدة في كانون الأول/ديسمبر، وخطة (ترامب) للإصلاح الضريبي، وفي ظل البيانات الأمريكية المتضاربة التي صدرت أمس الخميس.
فلقد كانت البيانات الرسمية التي صدرت يوم أمس الخميس، قد أظهرت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد إرتفع بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، لكنه بقي ضمن المستويات التي تعتبر صحية، مما يؤكد حالة التفاؤل بشان صحة سوق العمل الأمريكي.
ففي تقريرها الأسبوعي المعتاد ، ذكرت وزارة العمل الامريكية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 22 أيلول/سبتمبر قد إرتفع بمقدار 12 ألف شخص إلى ما مجموعه 272 ألف شخص، من 260 ألف في الأسبوع الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون إرتفاع مطالبات تعويض البطالة بمقدار 10 الاف طلب إلى ما مجموعه 270 ألف طلب.
وبذلك يبقى عدد مطالبات البطالة الأولية دون مستوى الـ300 ألف طلب، الذي عادة ما يرتبط بثبات وصحة سوق العمل الأمريكية.
كما أظهر التقرير أن المتوسط المتحرك الشهري، والذي يحتسب لأخر 4 أسابيع، قد إرتفع بمقدار 9,000 ألاف طلب، ليسجل 277,750 طلب. ويعتبر المتوسط المتحرك مقياسا أكثر دقة للاتجاهات في سوق العمل لأنه يقلل من التقلبات التي قد تكون حادة في البيانات من أسبوع إلى أسبوع.
كما ذكرت وزارة العمل الامريكية في التقرير أن المطالبات المستمرة لإعانات البطالة، للأسبوع المنتهي في 15 أيلول/سبتمبر، قد تراجعت بمقدار 45 الف شخص إلى 1.934 مليون شخص، من رقم الأسبوع السابق والبالغ 1.979 مليون.
وبذلك تبقى المطالبات المستمرة تحت مستوى 2 مليون للأسبوع 24 على التوالي، وهو ما يشير إلى عودة الصحة إلى سوق العمل.
وفي تقرير منفصل، أظهرت بيانات رسمية منقحة أن إقتصاد الولايات المتحدة قد نما بأكثر مما تم الأعلان عنه في القراءة الأولية، خلال الربع الثاني من العام، وهو ما يعزز من النظرة إلى صحة الاقتصاد الأكبر في العالم.
ففي التقرير الرسمي الذي صدر قبل قليل، قال مكتب التحليلات الاقتصادية الأمريكي أن الناتج المحلي الإجمالي قد نما بمعدل سنوي يبلغ 3.1% خلال الربع الأول من العام، وهو ما جاء أفضل القراءة الأولية والبالغة 3.0%، وأفضل من توقعات المحللين البالغة 3.0% كذلك. وكان الاقتصاد الأمريكي قد نما بنسبة 1.4% خلال الربع الأول من العام.
كما أظهر التقرير إرتفاع مؤشر أسعار الإنفاق الإستهلاكي الشخصي بنسبة تبلغ 0.3% خلال الربع المذكور، بدون تغيير عن القراءة الأولية، وهو ما جاء متوافقاً مع توقعات الإقتصاديين، في حين إرتفع المؤشر الأساسي لأسعار الإنفاق الإستهلاكي الشخصي بنسبة تبلغ 0.9% خلال الربع المذكور، وهو ما جاء متوافقاً مع توقعات الإقتصاديين، ومع القراءة الأولية.
كما أظهر التقرير إرتفاع مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تبلغ 1.0% خلال الربع ذاته، وهو ما جاء متوافقاً مع توقعات الإقتصاديين، ومع القراءة الأولية.
وأظهرت البيانات أيضاً أن مؤشر أرباح الشركات قد شهد تنقيحاً إلى 0.1% خلال الربع المذكور، مقارنة مع القراءة الأولية التي كانت 0.8%، وتوقعات المحللين بتحقيق نمو قدره 0.9%.
وسيصدر تقرير الناتج المحلي الإجمالي القادم بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر، حين سيتم حينها الأعلان عن القراءة الأولية للنمو الاقتصادي للربع الثالث.
وفي جلسة اليوم، تراجع اليورو/دولار بنسبة 0.08% ليتداول عند 1.1777، بعد أن كان قد سجل أدنى مستوياته في شهر كامل عند 1.1719 يوم أمس، من جهة أخرى، تراجع الباوند/دولار بنسبة 0.22% ليتداول عند 1.3412. وكان كبير المفاوضيين الأوروبيين (ميكيل بارنيه) قد قال أنه قد تم تحقيق "تقدم كبير" في مفاوضات الـ (بريكزيت).
وكان الدولار الأمريكي قد إرتفع على نطاق واسع بعد أن قالت (يالين) يوم الثلاثاء أن البنك الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة تدريجياً، على الرغم من حالة عدم التأكد البارزة حول مسار التضخم.
وبعد هذه الكلمات، تعززت إحتمالات رفع أسعار الفائدة في اجتماع كانون الأول/ ديسمبر إلى حوالي 80%، بحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية لموقع Investing.com، بعد أن كانت تشير إلى ما دون 40% قبل أسابيع قليلة فقط.
من جهة أخرى، أصدر الجمهوريون خطة الإصلاح الضريبي التي طال إنتظارها، يوم الأربعاء. وتقترح الخطة خفض معدل الضريبة على الشركات من 35% إلى 20% فقط، وتخفيض الحد الأقصى لضريبة الدخل على الأفراد من 39.6% إلى 35%.
وقد مدح المستثمرون في الولايات المتحدة هذه الخطة بحماس كبير. ورغم التفائل الكبير في الأسواق بخطة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) التي تعتبر أكبر إصلاح ضريبي في الولايات المتحدة خلال ثلاثة عقود، إلا أنه لا يزال يتحتم على هذه الخطة أن تواجه معركة شاقة في الكونغرس الأمريكي، مع إنقسام الحزب الجمهوري حولها، ومعاداة الديمقراطيين لها.
هذا وإرتفعت العملة الامريكية بشكل طفيف أمام نظيرتها اليابانية، مع تقدم الدولار/ين بنسبة 0.35% ليسجل 112.68، مبتعداً عن أعلى سعر له في شهرين، والذي كان قد سجله يوم الأربعاء عند 113.24.
وخلال الجلسة الآسيوية، أظهرت البيانات أن الإنتاج الصناعي الياباني قد إرتفع بنسبة 2.1% خلال آب/أغسطس، متفوقاً على توقعات المحللين. وأظهر تقرير أخر أن إنفاق الأسر في البلاد قد إرتفع بنسبة 0.6% خلال ذات الشهر، بينما أظهر تقرير ثالث أن مؤشر أسعار المستهلكين قد إرتفع بنسبة 0.7% الشهر الماضي، وهو ما جاء متوافقاً مع التوقعات.
وفي ظل هذه الحركات، إرتفع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.14% ليشير إلى قراءة قدرها 93.08 بحلول الساعة 2:25 بعد منتصف الليل بالتوقيت الأمريكي الشرقي، ليبقى قريباً نوعاً ما من أعلى مستوياته في شهر والذي كان قد سجله في وقت سابق من الجلسة عند 93.50.