الجمعة البيضاء الآن! لا تفوت الفرصة، خصم يصل إلى 60% على InvestingProاحصل على الخصم

تحقيق-العام الدراسي في جنوب السودان بدأ.. نظريا

تم النشر 28/02/2018, 19:17
© Reuters. تحقيق-العام الدراسي في جنوب السودان بدأ.. نظريا

من دينيس دومو

جوبا (رويترز) - فتحت بعض من مدارس جنوب السودان البالغ عددها نحو ستة آلاف مدرسة أبوابها في مستهل عام دراسي جديد هذا الشهر، لكن الحكومة لا تعرف عدد هذه المدارس على وجه الدقة.

ولم يصرف المعلمون رواتبهم. والكثير منهم ومن تلاميذهم هاربون بعد أربع سنوات من القتال. وفي العاصمة جوبا، تمتلئ الفصول الدراسية بأسر جائعة ومشردة.

وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في ديسمبر كانون الأول أن ثلاثة أرباع الأطفال لا يذهبون إلى المدارس، وهو ما يهدد بإنتاج "جيل ضائع" ثان من البالغين غير المتعلمين في البلاد التي تواجه خطر التحول إلى دولة فاشلة.

وبعض هؤلاء الأطفال من أبناء "الصبية الضائعين"، وهو المصطلح الذي يطلق على الجيل الذي نجا من الصراع الذي استمر 22 عاما حتى ينال الجنوب استقلاله عن السودان عام 2011. ووجد هذا الجيل نفسه في خضم صراع جديد بعد عامين فقط من الاستقلال.

كان الرجال من أمثال لورانس صامويل يأملون في توفير الطعام والسلام والتعليم لأبنائهم. لكن هذه الأحلام تحطمت على صخرة الحرب الأهلية.

ولا يستطيع صامويل توفير نفقات تعليم أي من أطفاله. وأغلب جيرانه لا يستطيعون حتى شراء الطعام.

وقال "إذا وجهت أسئلة لطفل في مدرسة ابتدائية، فلن يجيبك لأنه شارد الذهن.. يفكر في الطعام".

والعام الماضي، قال وزير التعليم دينق دينق هوج إن نصف مدارس البلاد فقط فتحت أبوابها. لكن لا يزال مسؤولو الوزارة يحاولون حصر المدارس التي استأنفت نشاطها هذا العام بعد ثلاثة أسابيع من بدء الفصل الدراسي.

وقُتل عشرات الآلاف وترك نحو 4.5 مليون ديارهم في جنوب السودان الغني بالنفط منذ اندلاع الاشتباكات بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار عام 2013.

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) فأن ثلاثة أرباع السكان البالغين غير متعلمين، وهو واحد من أعلى معدلات الأمية في العالم.

ونُسفت آخر محاولة لإنهاء القتال عندما انتهك اتفاق لوقف إطلاق النار بعد ساعات من توقيعه في ديسمبر كانون الأول.

والكثير من المدارس مهجورة في بلدات وقرى هجرها أهلها في أنحاء مختلفة من البلاد.

وقالت الأمم المتحدة إن الجماعات المسلحة جندت ما يقرب من 19 ألف طفل لكن أُفرج عن عدة مئات منهم هذا الشهر. وتجتذب الميليشيات الأطفال بسهولة بإغرائهم بالطعام والحماية.

وذكرت المنظمة يوم الاثنين الماضي أن أكثر من سبعة ملايين شخص أو ما يقرب من ثلثي سكان البلاد سيواجهون صعوبة في إيجاد الطعام هذا العام. وتعاني مناطق في البلاد من نقص في إمدادات الغذاء يكاد يتقرب من مجاعة العام الماضي.

وإذا حالفهن الحظ، فربما تتمكن الأمهات من الاختيار بين إطعام أطفالهن وإرسالهم إلى المدارس.

وكان اثنان من أبناء سالاو آدم الخمسة يذهبان إلى المدرسة العام الماضي. وقالت إنها لن ترسل أيا منهم إلى المدرسة هذا العام بعدما تضاعفت المصروفات المدرسية من ألف جنيه جنوب سوداني إلى ألفين في الفصل الدراسي الواحد. ويعادل هذا المبلغ تسعة دولارات حسب السعر المتداول في السوق السوداء هذا الأسبوع.

وقالت الأم في هدوء "بالطبع، الغياب عن المدرسة سيؤثر عليهم... لكن ماذا بوسعي أن أفعل؟".

* المدرسون يتركون مهنتهم

أجبر القتال شركات النفط على وقف معظم إنتاج البلاد مما أثر بشدة على عائدات الحكومة. وقال دانيال سواكا نجوانكي المدير العام لوزارة التعليم إن السلطات لم تدفع رواتب الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الدراسي السابق الذي انتهى في ديسمبر كانون الأول.

وخصصت الحكومة ثلاثة بالمئة من ميزانية 2017 / 2018 للتعليم. وذهب أكثر من 50 بالمئة إلى الأمن والهيئات الإدارية بما في ذلك مكتب الرئيس كير.

وأنفقت كينيا المجاورة 7.3 بالمئة من ميزانيتها الوطنية على التعليم هذا العام.

وقال أتني ويك أتني المتحدث باسم كير إن الرئاسة تحتاج إلى ميزانية كبيرة لأن الوزراء الذين لا يجدون الأموال التي يحتاجونها دائما ما يطلبون من الرئاسة التدخل لمساعدتهم.

وقال "عندما يفترض أن تنفق إدارات أخرى ولا تتمكن من إيجاد أي (أموال)... سيأتون إلى مكتب الرئيس ليطلبوا التدخل".

وحتى لو دفعت الحكومة رواتب المعلمين، يقول نجوانكي إن التضخم الهائل يعني أن راتب المعلم الشهري وقدره 1500 جنيه جنوب سوداني لم يعد يكفي لشراء كيس من فحم الطهي.

وقال "العديد من المدرسين تركوا المهنة". وتقدر الأمم المتحدة أن نحو ثلث المدرسين تركوا وظائفهم.

وكان المعلم السابق قرنق مابيور دينق أحد هؤلاء. وترك الوظيفة في فبراير شباط.

واتجه دينق للعمل في شركة خاصة وفرت له ضعف راتبه كمعلم. وقال "قررت التدريس لأنني كنت سعيدا بمساعدة بلدي، لكن بعد عامين، كان من المستحيل رعاية أسرتي".

وأحد التلاميذ الذين فقدوا الأمل في إكمال تعليمهم هو لادو الذي يبلغ من العمر عشر سنوات. وكان لادو تلميذا في الصف الرابع الابتدائي عندما فصله مسؤولو المدرسة لأنه لا يرتدي ملابس لائقة.

وقال وهو يجلس القرفصاء بلا حذاء في مطعم مفتوح في جوبا "أود العودة إذا استطعت الحصول على الزي المدرسي وحذاء".

© Reuters. تحقيق-العام الدراسي في جنوب السودان بدأ.. نظريا

وأقصى ما كان يتمناه لادو في هذه الليلة هو الحصول على بقايا طعام من شخص عطوف من رواد المطعم.

(شارك في التغطية سيسيل مانتوفاني في جنيف وماجي فيك في نيروبي - إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.