Investing.com - أشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قد تؤثر على العلاقات طويلة الأجل بين البلدين, فقطاع التعليم والسياحة من أهم القطاعات المشتركة بينهم، فمعدل النمو التجاري في هذه القطاعات قد يتأثر بالحرب ويبدأ بالهبوط، حيث أن هذين القطاعين يحققان للولايات المتحدة فائضاً كبيراً قدرته واشنطن بنحو 40 مليار دولار, أما بكين فقالت أن قيمته بلغت 54 مليار دولار.
وهناك بعض الأثار السلبية التي قد تحدث نتيجة هذا الصراع التجاري, كهبوط في سوق الأسهم, حيث أن متوسط أسعار الأسهم في بورصة شنغهاي سجل تراجعا بنحو 15% منذ بداية هذا العام, فيما تراجعت بورصة هونج كونج بنسبة 5%, وفي المقابل ارتفع في مؤشر "S&P500" بنسبة 5 % خلال تلك الفترة.
ويعتقد البعض أن الحرب بين الصين والولايات المتحدة ستمتد لفترة كبيرة, ولذلك قرر بعض المستثمرين في الصين الحفاظ على مدخراتهم وأموالهم والانسحاب من بعض البنوك الصينية, في الوقت نفسه انخفض سعر اليوان الصيني بنسبة 5%، وقابل ذلك ارتفاع سعر الدولار الأمريكي بنسبة 3% مقابل سلة من العملات الرئيسية لبعض الشركاء التجاريين لأمريكا.
ومع هبوط سعر اليوان قد يتأثر المستهلكون الأمريكيون المستخدمين لبعض السلع الصينية التي تم فرض رسوم جمركية عليها، ولكن مكتب الممثل التجاري في أمريكا, قد لفت إلى أن هناك إعفاءات من الرسوم الجمركية ستعطى لبعض المستوردين لمدة عام كامل.
وفي حالة عدم تنفيذ الرسوم الجديدة بالكامل ستجعل واردات الصين باهظة الثمن مما يترتب عليه توقف استيراد هذه السلع من الصين, الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض إجمالي الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنحو 250 مليار دولار.
وفي عام 2017 انخفضت حصة صادرات السلع في الناتج المحلي الصيني إلى 18.1%, وانخفضت أيضاً حصة الصادرات السلعية إلى أمريكا بنسبة 3.4% من الناتج المحلي للبلاد أي بمبلغ قيمته 430 مليار دولار.
وبعدقرار فرض الرسوم الجمركية من المتوقع أن تغطي هذه الرسوم نحو 255 مليار دولار من واردات الصين إلى الولايات المتحدة, وفي حالة توقف جميع صادرات السلع الصينية فقد ينخفض إجمالي صادرات الصين بنحو 9.4 %.
وقد يعادل هذا الانخفاض نحو 1.7% من إجمالي الناتج المحلي لبكين, وبما أن القيمة المضافة المحلية للصادرات الصينية إلى واشنطن تبلغ 25%، فإن الخسارة الفعلية لإجمالي الناتج المحلي الصيني ستبلغ نحو 0.43%, مما يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض الناتج المحلي الصيني بنسبة 1.12% , وهذا يعني أن الاقتصاد الصيني سيظل في معدلات قوية مقارنة بمعدل النمو العالمي الذي يصل إلى 3.9%.