من عارف محمد
البصرة (العراق) (رويترز) - اشتبك مئات المحتجين مع قوات الأمن في محافظة البصرة النفطية في جنوب العراق يوم الثلاثاء لليوم الثاني بعد وفاة محتج متأثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات خلال مظاهرات يوم الاثنين.
وألقى المحتجون قنابل بنزين وحجارة على مبنى الإدارة المحلية بالمحافظة لليلة الثانية وكانوا يحاولون قطع الطرق المؤدية إلى المبنى. وذكرت مصادر محلية أن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية في الهواء وكذلك قنابل الغاز المسيل للدموع.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من محيط المبنى، حيث تجمع عدد كبير من المحتجين حدادا على المحتج المتوفي ياسر مكي.
وكانت المباني الحكومية في البصرة هدفا للمتظاهرين الذين يطالبون بتحسين الخدمات الحكومية والتصدي للفساد.
وعمت المظاهرات مدنا بالجنوب، معقل الشيعة الذي طالما شكا من الإهمال، بعد انقطاعات في الكهرباء خلال شهور الصيف الحارة وبسبب عدم توافر فرص العمل والافتقار للخدمات الحكومية الملائمة فضلا عن استشراء الفساد.
لكن الغضب الشعبي اشتد في وقت يجد فيه الساسة صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في مايو أيار. وعبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن تأييده للاحتجاجات.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، حمل المشيعون جثمان مكي بالقرب من الموقع وهتفوا "دم ياسر لن يضيع".
وألحق المتظاهرون أضرارا ببوابة مقر الإدارة المحلية، لكن قوات الأمن فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع قبل أن يتمكنوا من دخول المبنى.
ومع استمرار الاشتباكات حتى مساء يوم الثلاثاء، أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء تحقيق في مقتل مكي.
وقال العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي نقله التلفزيون العراقي "نأسف لوقوع شهيد من المتظاهرين في البصرة وأمرت بإجراء تحقيق للكشف عن من يحاول الايقاع بين المواطنين والقوات الامنية. أوامرنا واضحة بمنع اطلاق الرصاص الحى في التظاهرات".
وفي الشهر الماضي، أوقف العبادي وزير الكهرباء عن العمل. وقال الأسبوع الماضي إن حكومته بدأت في معاقبة المسؤولين عن ضعف الخدمات في البصرة، ثاني كبرى مدن العراق.
وكان مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة مهدي التميمي طالب في وقت سابق بالتحقيق فورا في مقتل المحتج.
وقال "نطالب القضاء العراقي بفتح تحقيق فوري وعاجل بحادثة مقتل متظاهر في البصرة والذي تعرض لإطلاق نار وإصابة في الكتف توفي على إثرها بالإضافة إلى تعرضه لصعقات كهربائية من قبل القوات الأمنية".
وأفادت مصادر في قطاع الصحة بأن ستة محتجين نقلوا للمستشفى بعد تعرضهم لإصابات خلال احتجاجات ليل الاثنين.
واشتبك مئات المحتجين يوم الجمعة الماضي مع قوات الأمن في البصرة أثناء محاولتهم اقتحام مقر الإدارة المحلية.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)