القدس، 8 ديسمبر/كانون أول (إفي): أثار توقف واشنطن عن الضغظ على تل أبيب لتمديد مهلة تجميد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، التساؤلات والشكوك حول مستقبل عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
فالولايات المتحدة لن تواصل مساعيها من أجل إقناع إسرائيل بوقف التوسع الاستيطاني، وهو الشرط الأساسي لعوة الفلسطينيين إلى محادثات السلام، التي بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي، وتوقفت بعد ثلاثة أسابيع، عقب انتهاء المهلة المقررة لمنع بناء الوحدات الاستيطانية.
وقد صرح المتحدث باسم السفارة الأمريكية في تل أبيب كيرت هوير "نرى أن تمديد مهلة التجميد الاستيطاني لن يوفر الأساس الجيد لاستئناف المفاوضات"، إلا أنه شدد على أن بلاده لا زالت ملتزمة بالعمل مع الجانبين للتوصل لحل الدولتين، وللعودة إلى طاولة المفاوضات.
ومن جانبه ذكر مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم أن بلاده "لاتزال عازمة على مواصلة الجهود للتوصل لاتفاق سلام تاريخي مع الفلسطينيين، يفضي إلى تصالح حقيقي بين الشعبين".
ويأتي تخلي واشنطن عن الضغط على تل أبيب لهذا الغرض، بعدما رفض نتنياهو في نوفمبر/تشرين ثان الماضي حزمة من المحفزات والضمانات، التي قدمها البيت الأبيض، مقابل مهلة جديدة تبلغ مدتها ثلاثة أشهر، يقوم خلالها الطرفان بالتفاوض حول حدود الدولتين.
وتضمن العرض الأمريكي 20 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 بقيمة ثلاثة مليارات دولار، واستخدام الفيتو ضد أي مقترح يمس المصالح الإسرائيلية في مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية، إضافة إلى تعهد واشنطن بعدم مطالبة الحكومة الإسرائيلية بأية فترات أخرى من تجميد الاستيطان، إلى جانب استثناء القدس الشرقية من المقترح.
وقد زاد إخفاق الولايات المتحدة في منع التوسع الاستيطاني من شعور الاستياء بين الفلسيطيين، الذين يعتقدون أن واشنطن ينبغي أن تعلن عن فشل المفاوضات وتحمل إسرائيل مسئولية ذلك.
وعلق ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على توجه الولايات المتحدة اليوم، في تصريحات إذاعية بقوله "بدلا من إعلان مسئولية إسرائيل عن فشل المفاوضات، تمنح الإدارة الأمريكية للإسرائيليين فرصة أخرى لتضييع الوقت".
وشكك عبد ربه في قدرة "الولايات المتحدة على النجاح فيما أخفقت فيه حتى الآن بسبب السياسة الإسرائيلية"، وقال إنه عقب الوصول إلى هذه النقطة، يجب على الفلسطينيين نسيان المفاوضات والتوجه إلى المجتمع الدولي.
ومن جانبه قال محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن "مصير المفاوضات بدا جليا، إنها لا تواجه أزمة فحسب، بل وصلت إلى طريق مسدود، ومن ثم فإن الجهود ينبغي إن تتركز حاليا على إيجاد حلول أخرى".
ومنذ توقف المفاوضات المباشرة، أبدى القادة الفلسطينيون مرارا نيتهم التوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على الحدود السابقة لحرب 1967.
وكانت المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قد استؤنفت برعاية أمريكية في الثاني من سبتمبر/أيلول بعد توقفها بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة في ديسمبر/كانون أول 2008 ويناير/كانون ثان 2009 والذي أسفر عن مقتل 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا.
لكنها توقفت بعد نحو شهر بسبب رفض إسرائيل مطالب السلطة الوطنية الفلسطينية لتمديد مهلة وقف الأنشطة الاستيطانية التي استمرت لعشرة أشهر في الصفة الغربية.
وتشير مصادر دبلوماسية إسرائيلية إلى احتمالية إجراء اجتماع في واشنطن الأسبوع المقبل بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، في محاولة لإنعاش الحوار المباشر المحتضر. (إفي)