من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قال الأردن يوم الخميس إن محادثات جرت مع واشنطن وموسكو لإخلاء مخيم الركبان الذي يقطنه نحو 50 ألف نازح سوري في خطوة تهدف إلى تهدئة توتر أمني قرب منطقة قد تشهد مواجهات عسكرية وتقع قرب حدودها الشمالية الشرقية مع سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية الأردنية أن المملكة تدعم خطة روسية لترتيب عودة طوعية لساكني المخيم لمنازلهم في مناطق بشرق سوريا بعد أن استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها من يد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال ماجد القطارنة المتحدث باسم وزارة الخارجية دون الخوض في تفاصيل "محادثات أردنية أمريكية روسية بدأت بهدف إيجاد حل جذري لمشكلة الركبان عبر توفير شروط العودة الطوعية لقاطني الركبان إلى مدنهم وبلداتهم التي تم تحريرها من داعش... والأردن يدعم الخطة الروسية لإيجاد الظروف الكفيلة بتفريغ المجمع".
وتقول مصادر في المخابرات إن الخطة الروسية تتضمن التفاوض مع زعماء العشائر السورية ومقاتلين من المعارضة، دعمهم الغرب ولجأوا للمخيم، من أجل توفير ممر آمن للعودة لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا ومساعدة من يريدون العودة لمنازلهم في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية.
ويقول أفراد بارزون من العشائر في المخيم إن الكثير من قاطنيه ليسوا مستعدين للعودة لمنازلهم في مناطق تسيطر عليها الحكومة لأنهم يخشون من التجنيد الإجباري.
وتحظى التطورات في الركبان باهتمام كبير في أنحاء المنطقة بسبب قرب المخيم من قاعدة عسكرية أمريكية في التنف في جنوب شرق سوريا على الحدود مع العراق. ويقع المخيم داخل منطقة عدم اشتباك حددتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في محاولة لحماية قاعدة التنف من هجمات القوات الموالية للحكومة السورية.
وتقول دمشق إن القوات الأمريكية تحتل الأراضي السورية وتوفر ملاذا آمنا في تلك المنطقة للمعارضين الذين تعتبرهم إرهابيين.
وكرر المسؤولون الأردنيون القول إنه يشتبهون بأن المخيم تسللت إليه خلايا نائمة من الدولة الإسلامية، وهو هاجس أمني يسيطر على عمان منذ اقتحم متشدد من التنظيم بسيارته موقعا حدوديا عسكريا أردنيا عام 2016 فقتل سبعة حراس.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة، شق آلاف السوريين طريقهم إلى المخيم الواقع عند التقاء حدود سوريا والأردن والعراق. وفروا بعد توسيع نطاق الضربات الجوية التي تشنها روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في وسط سوريا وشرقها.
وتقول مصادر في المخابرات إن حصارا فرضته القوات الحكومية السورية على المخيم الشهر الماضي وأدى إلى نفاد مخزون الغذاء في المخيم وأثار شبح المجاعة استهدف زيادة الضغط على واشنطن.
وكررت وزارة الدفاع الروسية في أغسطس آب اتهامها لواشنطن بإيواء مسلحي الدولة الإسلامية في تلك المنطقة.
بيد أن واشنطن ردت على الضغط الروسي المتنامي بإجراء تدريبات عسكرية نادرة في القاعدة الشهر الماضي، وقام الجنرال جوزيف فوتيل رئيس القيادة المركزية الأمريكية بزيارة غير معلنة للتنف.
وتقع التنف على طريق سريع حيوي بين دمشق وبغداد كان في وقت من الأوقات طريقا لوصول الأسلحة الإيرانية إلى سوريا. ويجعل هذا القاعدة حصنا ضد إيران وجزءا من حملة أكبر ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
(إعداد سلمى نجم وعلي خفاجي للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)