Investing.com - عانت الأسواق الناشئة هذا العام من تقلبات شديدة، بفعل عوامل كثيرة مثل رفع معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، تزامنًا مع قوة الدولار، إلا أن بعض الساسة تحدثوا عن مضاربات متعمدة هي السبب الأكبر في حدوث هذه التقلبات، وبعد أن هدأت الأسواق، نشرت "الإيكونوميست" تقرير تتساءل فيه هل تشهد عملات الأسواق الناشئة عودة قوية؟.
ومن أبرز عملات الأسواق الناشئة التي عانت من خسائر قوية أمام الدولار الأمريكي خلال العام الجاري، الروبل الروسي الذي تراجع بأكثر من 20%، والبيزو المكسيكي الذي هبط بنسبة 15% والروبية الإندونسية التي انخفضت بنسبة 12%، والليرة التركية التي فقدت أكثر من 40% من قيمتها، إلى جانب البيزو الأرجنتيني.
وكان رئيس الوزراء الماليزي "مهاتير محمد" قد كرر نفس التحذيرات التي أطلقها في خطاب منذ 20 عامًا بعد الأزمة المالية الآسيوية، وتعثر روسيا في سداد ديونها، قائلًا: إن هذه الفوضى الشدية والتقلبات الحادة التي تشهدها عملات الأسواق الناشئة، هي نتاج مضاربات مشبوهة على العملات.
وأصدر معهد التمويل الدولي تقرير، قال فيه إن التقلبات القوية التي عانت منها أسواق العملات الناشئة في بداية العام الجاري تم تصحيحها مؤخرًا بشكل كبير، وبدأت عملات بعض الاقتصادات الناشئة في التعافي أمام الدولار، مثل الليرة التركية التي ارتفعت بأكثر من 25% بفضل زيادة الصادرات التركية بنسبة 22% في سبتمبر الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
كما تعافي البيزو الأرجنتيني بدعم من تراجع واردات البلاد، مما نتج عنه تحقيق فائض تجاري في سبتمبر 2018، وسجلت عملتا الهند وإندونيسيا بعض المكاسب أمام الدولار خلال الأسابيع الماضية، وارتفعت عملات روسيا والبرازيل والأرجنتين وجنوب أفريقيا.
ويتوقع الخبراء أن عملات الأسواق الناشئة قد تغير اتجاهها سريعًا، فالأمور تعود في الأساس إلى عوامل الاقتصاد الكامل، ففي تركيا والأرجنتين مازال النمو الاقتصادي ومعدل التضخم يتجهان في مسارات غير جيدة، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بالأرجنتين بأكثر من 40% خلال العشرة أشهر الأولى من العام الجاري، وبنسبة 25% في تركيا خلال الفترة نفسها.
أما في الأرجنيتن، فانخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 11.5% في سبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما تراجعت مبيعات السيارات في الدولتين بشكل كبير.
وبشكل عام، تسارع نمو الاقتصادات الناشئة خلال العام الماضي والعام الجاري بأكثر من عامي 2015 و2016، وعلى الرغم من التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الرسوم الجمركية، إلا أن صادرات هذه الاقتصادات مازالت قوية.
ومازالت حالة الشك وعدم اليقين تهيمن على العالم، فيما يتعلق بمدى تفاقم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتأثير هذه الحرب على الأسواق الناشئة.
ويرى أغلب الخبراء ورجال الاقتصاد، أن الصين لا تزال تشكل الثقل الأكبر في الأسواق الناشئة، بالرغم من ما سببته تركيا والأرجنتين من تذبذب في تلك الأسواق خلال هذا العام.