investing.com - أدت سياسات التضييق الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في العام الماضي إلى تأثير كبير على الاقتصادات الناشئة.
وأوضح كبير مسؤولي الاستثمار ومدير المحافظ في شركة "Sophus Capital"، مايكل رينال، أن سياسة تقليل السيولة من جانب الاحتياطي الفيدرالي أدت إلى تباطؤ أداء عدد كبير من العملات والاقتصادات الناشئة مما تسبب في قلق المستثمرين، ومن ضمن العملات التي تأثرت سلبيا "البيزو" الأرجنتيني الذي تراجع بنسبة 50% في العام الماضي، "الليرة" التركية بنسبة 28%، "الروبل" الروسي بنسبة 17%، "الريال" البرازيلي بنسبة 14%، و"الراند" الجنوب أفريقي بنسبة 13.5%.
وأضاف رينال أن تراجع أسعار هذه العملات هو مؤشر على مدى معاناة الدول من الديون، وأن العملات المحلية اضطرت إلى أن تعاني من أجل إعادة التوازن إلى رأس المال والحسابات الجارية.
وأشار رينال إلى أنه بمجرد أن تنخفض أسعار هذه العملات، تبدأ المنافسة في الاشتداد، وبعبارة أخرى كانت قيمة "البيزو" الأرجنتيني أقل بنسبة 50% مما كانت عليه قبل انحفاض قيمة العملة. وفي ظل البيئة الهادئة الحالية، فإن الدول التي عانت من انخفاض قيمة عملتها بدأت تحد من انهيارها وأصبح لديها توقعات أكثر إيجايبة.
وذكر رينال جنوب أفريقيا والبرازيل كمثال على الدول التي بدأت تنتعش في العام الجاري، إذ تقلب "الراند" الأفريقي من 0.081 دولار في العام الماضي إلى 0.070 دولار في الشهر الجاري، وارتفع معدل التضخم السنوي في جنوب أفريقيا للعام الجاري ليصل إلى 4.5% في مارس الماضي، ولكنه لا يزال منخفضا مقارنة ب5.2% في نوفمبر 2018.
أما في البرازيل، تقلب سعر الريال من 0.28 دولار في العام الماضي إلى 0.25 دولار في الشهر الجاري، وارتفع معدل التضخم السنوي إلى 4.94% في أبريل الماضي مقارنة ب3.89% في فبراير الماضي.
ويرى رينال أن هناك توقعات إيجايبة تتعلق بروسيا، وأن الدولة لا تزال واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، وأوضح رينال أن سعر النفط ارتفع في العام الجاري بعد أن انخفض بشدة في نهاية 2018، إذ ارتفع سعر النفط الخام غرب تكساس الوسيط من 45.41 دولار للبرميل في 31 ديسمبر 2018 إلى 66.30 دولار في 23 أبريل الماضي. أما بالنسبة لعملة الروبل الروسي فتقلب سعره من 0.016 دولار في العام الماضي إلى 0.015 دولار في الشهر الجاري.
وبشكل عام، يرى رينال أن احتمال تخفيف سياسات الاحتياطي الفيدرالي أو استقرار التوقعات في عام 2019 و2020 يعني أن الأسواق الناشئة ستنتعش مرة أخرى وستحظى بمزيدا من الاهتمام.