تخافت الاضواء عن منطقة اليورو خلال الفترة الراهنة عن منطقة اليورو و تسيطر المخاوف على الاجواء بتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي بعد أن عادت المملكة المتحدة إلى دائرة الركود الاقتصادي خلال الربع الرابع متأثرة بالارتفاع المطرد في معدلات التضخم و البطالة و العجز في الميزانية, و لكننا اليوم على موعد مع بيانات الثقة من منطقة اليورو.
أنهى أعضاء اللجنة الفدرالية المفتوحة أمس اجتماعهم الذي دام ليومين لمباحثة قرار أسعار الفائدة، حيث أن التوقعات كانت تشير أن أسعار الفائدة ستبقى على ما هي عليه، وهذا ما جاء فعلا في قرارهم، حيث تلاقى قرارهم مع التوقعات ليبقوا أسعار الفائدة بين 0.0 – 0.25%، مشيرا الفدرالي الأمريكي بأنه على الرغم من التحسن التدريجي في البيانات الرئيسية الصادرة مؤخرا، إلا أن هذا التحسن لم يكن كافيا لخفض معدلات البطالة، وذلك وفقا للفدرالي الأمريكي نفسه.
ارتفعت مستويات الثقة بمناخ الاعمال في كانون الأول لتسجل اعلى مستويات منذ تشرين الاول 2007 مدعوما بشكل أساسي من تحسن لانتاج التصنيعي في ألمانيا التي تترأس المنطقة التي تضم 17 دولى أوروبية, و جاء الارتفاع متحديا جميع الصعاب التي تواجه المنطقة حيث قامت الاقتصاديات الأوروبية من ايرلندا حتى المانيا باقرار سياسات تقشفية صارمة لتخقيض العجز في الميزانيات العامة.
فقدت الاقتصاديات الاوروبية الزخم الكافي لمواصلة مسيرة الانتعاش الاقتصادي و هذا ما يثبته العديد من الاشارات , فلقد تباطات وتيرة النمو في أداء كلا من القطاعين الخدمي و الصناعي على مر الاشهر الثلاثة الماضية , بدأ اليورو بالارتفاع مقابل العملات الرئيسية مما سيفقد المنتجات الالمانية الميزة التنافسية التي اكتسبتها منذ بداية العام الحالي و سيكون له الاثر السلبي على الصادرات.
تباطأت وتيرة النمو للاقتصاديات الأوروبية 16 خلال الربع الثالث متأثرة بالتراجع الكبير في الصادرات الاوروبية و سياسات التقشف التي أقرتها الحكومات الاوروبية, عدلت القراءة النهائية للناتج المحلي الاجمالي خلال الثلاثة أشهر المنتهية في أيلول لتسجل 0.3% أسوأ من أداء الاقتصاديات خلال النصف الأول من العام الحالي و الذي قد شهدت فيه انتعاشا إلى حد ما بفعل تراجع سعر الصرف و التحسن النسبي لمستويات الطلب العالمي.
من المتوقع ان تتأثر الصادرات بتراجع مستويات الطلب العالمي بعد الاشارات التي قدمتها الاقتصاديات العالمية مثل الولايات المتحدة و الصين و التي تؤكد بان وتيرة النمو لدى هذه الاقتصاديات قد تراجعت و هذا سيكون لها الاثر السلبي ليس فحسب على الصادرات بل مستويات النمو أيضا.
يواصل اليورو مقابل الدولار الأمريكي ارتفاعه منذ ثلاثة أيام بعد ادرج الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي((European Financial Stability Facility اليوم لأول مرة سندات أوروبية لتمويل الصندوق المخصص لانقاذ دول منطقة اليورو المعرضة لخطر عدم القدرة على سداد ديونها و المقدر 750 بليون يورو .
استطاع الصندوق اليوم تمويل 45 بليون يورو من السندات للمساهمة في مساعدة ايرلندا حيث جمع الصندوق 5 بليون يورو من السندات الحكومية ذات امد استحقاق 5 سنوات من 500 مستثمر, و باعت الصندوق الاوروبي سندات ذات افضل تصنيفات أئتمانية و المدعومة بالاقتصاديات الاوروبية و الساعية لحل أزمة الديون السيادية في المنطقة.