القدس، 25 فبراير/شباط (إفي): وبخت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لعدم اتخاذه حتى خطوة واحدة لتعزيز السلام مع الفلسطينيين"، وذلك في مكالمة هاتفية حادة.
وقالت صحيفة (هآرتس) العبرية اليوم إن نتنياهو اتصل بميركل لينتقد تصويت ألمانيا لصالح مشروع القرار الفلسطيني الذي يندد بالاستيطان واعتباره غير قانوني.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اخبرها بخيبة أمله لتصويت ألمانيا على قرار المشروع وهو الأمر الذي جعل المستشارة تشعر بسخط.
وردت ميركل، قائلة وفقا لمصدر من الحكومة الألمانية: "كيف تجرؤ على القول إنني خيبت آمالك، أنت من خيب آمالنا، لأنك لم تخطو خطوة واحدة لتعزيز عملية السلام".
وكان الحديث بينهما متوترا للغاية وشمل توجيه الاتهامات المتبادلة، والتي فسرتها الصحيفة بأنها أزمة ثقة خطيرة بين نتنياهو وميركل.
وحاول رئيس الوزراء إقناع ميركل بجديته بطرح مبادرة جديدة لعملية السلام الشهر المقبل من خلال خطاب سيحدد فيه الخطوط العريضة استكمالا لما طرحه عام 2009 والتي تضمنت للمرة الأولى إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
وقال "أنوي إلقاء الخطاب خلال أسبوعين أو ثلاثة"، ولكن المستشارة لم تقتنع، وفقا للصحيفة.
وكانت ميركل قد أعربت عن موقفها أمام نتنياهو خلال زيارتها لإسرائيل قبل ثلاثة أسابيع، مؤكدة أنه يتوجب عليه طرح مبادرة جديدة على ضوء ما حدث في مصر بعد تنحي الرئيس حسني مبارك.
ونقلت الصحيفة عن المصدر الألماني، قوله إن ميركل "قررت التحقق من خلال الولايات المتحدة إذا كان نتنياهو جديا أم أنها حيلة جديدة لكسب الوقت فقط وتخفيف الضغوط الدولية عليه".
يشار إلى أن ميركل ومعاونيها شعروا بخيبات أمل مرارا بسبب الوعود الكاذبة وأنصاف الجمل في تصريحات نتنياهو منذ وصوله لسدة الحكم قبل عامين.
وتعد ألمانيا، باستثناء الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل في العالم ومصدر دعم غير مشروط سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا.
وتأتي هذه المساعدات على الخلفية التاريخية للعلاقات الثنائية بين البلدين بعد الإبادة الجماعية لليهود (الهولوكوست) التي ارتكبها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945).(إفي)