بنغازي، 23 مارس/آذار (إفي): نفى المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا اليوم أن يكون قد تم تشكيل حكومة انتقالية للثوار يرأسها محمود جبريل، وهو الأمر الذي قالته قناة "الجزيرة" القطرية.
وقال المتحدث باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي أقيم في مدينة بنغازي الليبية إن ما حدث هو "سوء فهم" وأن جبريل كان أول من شعر بالمفاجأة عند سماع الخبر.
وقال غوقة أن جبريل تم تعيينه منذ شهر رئيسا لقسم مساعدة وإغاثة الثوار، قبل أن يتم اختياره لتمثيل المجلس خارجيا مع علي عيسوي وهما المكلفان بالتفاوض مع المجتمع الدولي للاعتراف بالمجلس رسميا.
وفي نفس السياق، لقي 16 شخصا على الأقل مصرعهم اليوم، بينهم خمسة أطفال، بالإضافة إلى إصابة 23 آخرين في هجمات جديدة لقوات العقيد معمر القذافي على مدينة مصراتة التي تقع على بعد 210 كلم شرق العاصمة طرابلس.
وقال غوقة في مؤتمر صحفي أقيم اليوم في مدينة بنغازي "هناك قناصة ينتشرون على أسطح المباني بينما تقوم قوات القذافي بإغلاق مداخل المستشفيات".
وكانت تلك الهجمات قد وقعت بالرغم من انتشار طائرات قوات التحالف الدولي التي تفرض منطقة حظر طبقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي الطائرات التي نفذت اليوم غارات على قوات القذافي في كل من مصراتة المحاصرة وسرت، وفقا لما ذكرته قناة "الجزيرة" القطرية.
بينما ذكر التلفزيون الليبي الرسمي أنه لليلة الخامسة على التوالي قامت طائرات قوات التحالف بقصف طرابلس مستهدفة مواقع ومنشآت عسكرية تابعة لقوات القذافي.
وبالمثل، لقي ستة أشخاص مصرعهم بينما أصيب 13 آخرون جراء هجمات لقوات القذافي في مدينة الزنتان، غربي العاصمة الليبية طرابلس، والتي شهدت مقتل 10 أشخاص وإصابة 26 آخرين، حسبما صرح غوقة.
وفي مدينة أجدابيا، 160 كلم جنوبي بنغازي، لقى شخصان على الأقل مصرعهما فيما أصيب ستة آخرون جراء تعرضهم لصواريخ (كاتيوشا) أطلقتها قوات القذافي عليهم.
وأكد غوقة أن "بعض الصواريخ سقطت على ثلاثة مبان مما أدى لتدميرها إلا أنه لم تقع خسائر في الأرواح حيث كان قد تم إخلاء المباني من ساكنيها في وقت سابق".
وأوضح أن كل تلك الأحداث تشير بكل وضوح إلى أن "القذافي ليس لديه أي نوايا لوقف إطلاق النار"، معربا عن تأييده لفرض منطقة حظر جوي.
يذكر أن ليبيا تشهد انتفاضة شعبية اندلعت في 17 من الشهر الماضي بمختلف أنحاء البلاد، للمطالبة بسقوط نظام القذافي الحاكم منذ أكثر من 40 عاما، ولكن كتائب العقيد استخدمت العنف لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى تفاقم الوضع وتحوله إلى مواجهات مسلحة بين القوات الموالية له وتلك التابعة للثوار.
وكانت قوات التحالف الدولي قد بدأت فجر الأحد الماضي عملية عسكرية تستهدف القوات والبنى التحتية التابعة للعقيد الليبي، استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي ينص على إقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا واستخدام "كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين". (إفي)