قادش(إسبانيا)، 19 يونيو/حزيران (إفي): اختتمت اليوم فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان تاريفا للسينما الأفريقية، والتي احتفت هذا العام بصفة خاصة بثورات الربيع العربي في تونس ومصر التي فاز فيلمها "ميكرفون" بجائزة أفضل فيلم روائي طويل.
وفي تصريحات لـ(إفي)، قال المخرج المغربي داود أولاد سيد، الحائز على جائزة الإخراج هذا العام عن فيلمه "الجامع"، إن هذا المهرجان يقدم رؤية مختلفة عن قارة افريقيا من خلال مخرجين متميزين "اعتبروا أن السينما تمثل الحياة بالنسبة لهم".
يوضح أولاد سيد أن الفيلم استغرق تصويره خمسة اسابيع، وواجه خلال العملية الكثير من الصعوبات خاصة وأنه قام بتصوير الفيلم في إحدي القري التي تبتعد عن الرباط بأكثر من ألف كلم.
واضاف مخرج الفيلم، الحاصل على الكثير من الجوائز من مهرجانات عالمية مثل مهرجان سان سباستيان ومهرجان القاهرة، أنه عندما بني ديكور المسجد في القرية واجه مشكله وهي رغبة الناس في الصلاة بالمسجد، مما جعله يستعين بالعديد من الفقهاء الحقيقين من اجل مواجهة أهل القرية وقد قام بتسجيل كل تلك الحوارات واستعان بها في الفيلم بالنص بدون أي تغيير.
وقد حاول الفلاح الذي استأجر منه الأرض هدم ديكور المسجد لأنه يعوقه عن زراعة أرضه، إلا أنه قوبل بمعارضة أهل القرية الذين اعتبروا هذا المسجد، جامع القرية بالفعل، ومن هنا تأتي المواجهة في الفيلم بين انسان بسيط وأفكار قديمة، وبين السياسة والسلطة.
وكرم مهرجان تاريفا هذا العام أيضا المخرج النيجيري مصطفى الحسن أحد عمالقة الفن السابع في القارة السمراء.
وعرض المهرجان فيلما وثائقيا بعنوان "أسطورة حية في السينما الافريقية" يستعرض المشوار السينمائي لحسن (69 عاما) الذي بدأه في سنوات الستينات، واشتهر بتقديم أفلام تعرض مشاكل وأزمات الدول الأفريقية بجانب تسليط الضوء على عاداتها وتقاليدها وحضاراتها وتعريف دول الغرب بالقارة المنسية.
كما عرض ضمن فعالياته الفيلم التشادي "رجل يصرخ" الذي لاقى اعجابا شديدا من الحضور والنقاد وأثبت نضج السينما في تشاد رغم أنها حديثة العهد بالبلد الفقير.
وسبق أن نال هذا الفيلم جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان عام 2010 كما فاز بطله يوسف دجاورو بجائزة السعفة الذهبية كأول ممثل أفريقي ينال هذه الجائزة بفضل الفيلم الذي يلقي بظلاله على الحرب الأهلية التي عصفت بتشاد.
كما فاز الفيلم المصري "ميكروفون" من تأليف وإخراج أحمد عبد الله بجائزة أفضل فيلم روائي طويل، لقدرته الفائقة في عرض الدور الذي اضطلع بها الفن في التغييرات السياسية والاجتماعية بمصر.
ويعد فيلم "ميكروفون" هو العمل الثالث للمخرج (33 عاما) ويتناول قصة شاب يعود الى مدينة الأسكندرية، مسقط رأسه، ليكتشف مدى تغيرها، وظهور عالم خفي لمغني الهيب هوب، ورسامي الجرافيتي، وغيرها من الفنون.
والفيلم من بطولة النجم المصري خالد أبو النجا والممثلة الشابة يسرا اللوزي، إلى جانب ظهور خاص للنجمة منة شلبي، وعدد من المطربين الشبان.
فيما منح المهرجان فيلم "الهاوي"، انتاج مصري قطري مشترك، من اخراج ابراهيم البطوط، ذكرا خاصا، حيث يقدم "نظرة حنونة الى الماضي، وربطه بالوضع الذي تعيشه مصر حاليا".
يذكر أن المهرجان الذي انطلق في 11 الجاري قدم للمشاهد الأوروبي وجبة سينمائية أفريقية دسمة بعرض 140 فيلما منتقى من 23 دولة.(إفي)