تيجوثيجالبا، 25 سبتمبر/أيلول (إفي): أشار أربعة مرشحون للانتخابات الرئاسية المقررة في 29 نوفمبر/تشرين ثان القادم في هندوراس والرئيس المخلوع مانويل ثيلايا إلى بدء الحوار من أجل استئناف وساطة رئيس كوستاريكا أوسكار أرياس لحل الأزمة السياسية التى تشهدها البلاد عقب الانقلاب العسكري الذى وقع في 28 يونيو/حزيران الماضي.
واجتمع المرشحون الخميس أولا مع الرئيس المعين روبرتو ميشيليتي في القصر الرئاسي ثم مع ثيلايا في السفارة البرازيلية التى يقيم فيها منذ عودته المفاجئة إلى هندوراس يوم الاثنين الماضي بعد أن أطاح به الانقلاب وطرده خارج البلاد.
ودعا السياسيون كل من ثيلايا وميشيليتي العودة إلى مائدة المفاوضات في إطار اتفاق سان خوسيه، الذى اقترحه أوسكار أرياس ويتضمن، بين بنود آخرى، عودة ثيلايا الى السلطة، وإقامة حكومة مصالحة، مع إعطاء العفو السياسي للمتورطين في الصراع، وتشكيل لجنة تحقيق دولي.
وقال المرشحون في بيان مشترك لهم الليلة الماضية: "ندعو الطرفين إلى استئناف الحوار لكى يتم الاتفاق بشكل متوافق على حل عادل ومتوازن للأزمة السياسية التى نمر بها".
وأعلن كل من إلبيس سانتوس، من الحزب الليبرالي الحاكم وبورفيريو لوبو من الحزب القومي وفيليسيتو أبيلا من حزب الديمقراطية المسيحية وبرنارد مارتينيث من حزب التجديد والاتحاد الاجتماعي الديمقراطي هذا البيان بعد اجتماعهم لأكثر من ثلاث ساعات مع ميشيليتي.
وعقب الاجتماع انتقل المرشحون إلى السفارة البرازيلية، التى يحيطها كوردون أمني وعسكري، للتحاور مع ثيلايا وعدد من أعضاء حركة المقاومة الشعبية التى تطالب بعودته إلى السلطة.
وقال ثيلايا للمرشحين أن الأزمة السياسية في البلاد "يجب أن يتم حلها في أقرب وقت ممكن" وأن تحقيق ذلك بدعمهم "سيكون أكثر سهولة".
وقد استعادت تيجوثيجالبا ايقاعها بينما فرضت حكومة روبرتو ميشيليتي حظر التجوال مجددا من الساعة 19:00 ت م ( 01:00 ت ج لليوم الجمعة) وحتى الساعة 05:00 ت م (11:00 ت ج) في كافة أنحاء البلاد، عدا مناطق من الكاريبي، بعد يوم شهد استئناف لأنشطة المطارات وخروج أنصار ثيلايا إلى الشارع.
كان ثيلايا قد قال قبل ساعات من اجتماعه مع المرشحين الرئاسيين "أن اليوم يبدأ الحوار" وهو الأمر الذى وصفه ثيلايا بـ"الإيجابي"، في تصريحات لإحدى القنوات المحلية، عقب اجتماعه مع الاسقف المساعد في تيجوثيجالبا خوان خوسيه بينيدا.
وأفادت وزارة الداخلية الخميس بمصرع شاب إثر تلقيه عيار ناري بسبب مقاومة اعتقاله في احدى نقاط التفتيش بمدينة سان بيدور سولا، شمال العاصمة، ليصل بذلك عدد القتلى إلى اثنين منذ وصول ثيلايا إلى تينجوثيجالبا.
وأعلنت وزارة خارجية حكومة الأمر الواقع الليلة الماضية قبولها استقبال وفد مكون من الرئيس الكوستاريكي، ونائب الرئيس البنمي خوان كارلوس بيرالا، بناء على طلب من الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر للتحاور بشأن الأزمة.
وقال أوسكار أرياس ردا على هذا الاقتراح، إنه لا يعتزم "في الوقت الحالي" التوجه إلى هندوراس "ولكن تلقي معلومات من الدرجة الأولى".
كما أعلنت حكومة ميشيليتي أنها قررت استقبال بعثة مكونة من وزارء خارجية منظمة الدول الأمريكية "لاحقا" عقب وصول وفد أرياس.
ويمثل ذلك رد فعل حكومة الأمر الواقع على القرار الذى اتخذه الاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الأمريكية بإرسال سفيريهما إلى هندوراس عقب اجتماعهما يوم الأربعاء في نيويورك الذى تناول أيضا إرسال بعثة من وزارة خارجية منظمة الدول الأمريكية.
ولأول مرة منذ يوم الاثنين احتشد الآلاف من معارضي ثيلايا ونظموا مسيرة من مقر الأمم المتحدة بالعاصمة تيجوثيجالبا، بينما اختار مؤيدوه التمركز في الجامعة الوطنية وتنظيم مسيرات في أحياء تيجوثيجالبا بدلا من التظاهر المعتاد بوسط المدينة.
يذكر أن الرئيس الهندوري مانويل ثيلايا قد أطيح به في انقلاب عسكري في 28 يونيو/حزيران الماضي، وتم تعيين ميشيليتي، رئيس البرلمان آنذاك، رئيسا جديدا للبلاد خلفا له، في ظل اعتراضات المجتمع الدولي.(إفي)