تونس، 26 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن الرئيس زين العابدين بن علي حقق فوزا كبيرا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد بحصوله على نسبة 89.62% من أصوات الناخبين. وبهذا يكون بن علي قد فاز بولاية خامسة.
وذكر وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم أن "المرشحين الثلاثة الآخرين لمنصب الرئاسة حصلوا على أقل من 6% من الأصوات"، وحصل أحمد الاينوبلي (51 عاما) مرشح "الاتحاد الديمقراطي الوحدوي" على 3.80%، وحصل محمد بوشيحة (60 عاما) مرشح "حزب الوحدة الشعبية" على نسبة 5.01%.
بينما حصل مرشح حركة "التجديد والمبادرة الديمقراطية" أحمد إبراهيم (62 عاما)، الذي قدم نفسه على أنه "منافس حقيقي"، على 1.57% من الأصوات.
وكان بن علي (73 عاما)، الفائز بولاية خامسة بعد 22 عاما من الحكم، قد أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عامي 1999 و2004 بعد حصوله على أكثر من 90% من الأصوات.
وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات الأحد 89.40% من بين أكثر من 5.2 ملايين ناخب مسجل، وفقا لمتوسط البيانات في 26 مركز اقتراع والتي نشرت في مقر وزارة الداخلية.
وبفوز الرئيس، فإن هذه الولاية الرئاسية تعتبر الخامسة والاخيرة له، حسب الدستور الذي لا يمكنه في صيغته الحالية من تجديد ترشحه لانتخابات 2014 لأنه سيكون وقتها تجاوز السن القانونية المسموح بها، وهي 75 عاما.
وقالت وكالة الأنباء التونسية "إن هذا الفوز الباهر يؤكد تعلق أبناء الشعب التونسي بالرئيس بن علي، إيمانا باختياراته السديدة نحو الارتقاء بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة".
وفي الانتخابات التشريعية المتزامنة حصل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم) على 75% من الأصوات وقرابة 161 مقعدا من إجمالي 215 مقعدا بالبرلمان.
وتتوزع الـ54 مقعدا المتبقية على ستة من ثمانية أحزاب خاضت الانتخابات البرلمانية.
وحصلت حركة "الديمقراطيين الاشتراكيين" على 16 مقعدا، وحزب "الوحدة الشعبية" على 12 مقعدا، و"الاتحاد الديمقراطي الوحدوي" على 9 مقاعد، كما نال الحزب "الاجتماعي التحرري" 8 مقاعد، وحزب "الخضر للتقدم" 6 مقاعد، وحزب "التجديد" مقعدين اثنين فقط.
جدير بالذكر أن السلطات التونسية رفضت وجود مراقبين أجانب خلال الانتخابات، معتبرة ذلك مساسا بسيادتها، فيما رحبت بحضور مجرد ملاحظين لمتابعتها، كما رفضت مطالب أحزاب معارضة دعت إلى تشكيل هيئة مستقلة تقوم بتنظيم الانتخابات (عوضا عن وزارة الداخلية) وتشرف على مراقبتها.
وشكل الرئيس التونسي بدلا من ذلك المرصد الوطني للانتخابات الذي يتولى مراقبة سير العملية الانتخابية، ويرأسه عبد الوهاب الباهي، حيث يراقب الظروف التي تجري فيها الانتخابات بدءا بتقديم الترشحات مرورا بالحملة الانتخابية وظروف التصويت، وصولا إلى عمليات الفرز والنتائج والطعون ليتوج كل ذلك بتقرير يرفع إلى رئيس الجمهورية.
وكان بن علي قد توجه مساء السبت بكلمة إلى الشعب التونسي بمناسبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية قال فيها إن "تونس دولة القانون والمؤسسات ماضية في طريق النجاح والتميز معتدة بانجازاتها ومكاسبها وبما يتمتع به شعبها من وعي وتماسك".
وأضاف أنه في الوقت الذي يعيش فيه الشعب التونسي أجواء انتخابية متميزة "توجد قلة من التونسيين الذين لا يتورعون عن الالتجاء إلى الخارج للاستقواء بأطراف أجنبية وشحنها ضد بلادهم والتشكيك في إنجازاتها ومكاسبها".
كما تعهد بن علي تعهد باجراء انتخابات "شفافة وفي كنف القانون"، فيما تصفها المعارضة بانها "مسرحية"، متهمين الرئيس بـ"وضع قوانين على المقاس" من اجل اقامة "معارضة موالية" و"تعددية من حيث المظهر فقط" في اجواء "انغلاق". (إفي)