بغداد، 29 يوليو/ تموز (إفي): توجه وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الى مدينة أربيل في اقليم كردستان شمالي العراق بعد مباحثات اجراها مع عدد من المسئولين في مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال بيان صدر عن حكومة الاقليم ونشر على موقعها الالكتروني اليوم الاربعاء ان "جيتس وصل في الساعة 9:30 من صباح اليوم الأربعاء، وكان في استقباله في مطار أربيل ،فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان وفلاح مصطفى مسئول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم".
واضاف البيان ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، عقد اجتماع مع جيتس بحضور مسئولين اكراد ايضا وتم خلال الاجتماع بحث عدد من المسائل المتعلقة بالعلاقة بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية".
وأعلن جيتس، خلال زيارة مفاجئة إلى العراق، أمس، ان واشنطن مستعدة
"للمساعدة في حل الخلافات حول الحدود أو النفط والغاز"،وهو محور اساسي في الخلاف بين الحكومة العراقية والأكراد حول النفط والمناطق المتنازع عليها، خصوصاً كركوك.
وكان جيتس قد اجرى مباحثات مع المالكي بعد وصوله بغداد قادما من محافظة ذي قار جنوبي البلاد خلال زيارته المفاجئة التي كرسها لبحث ترتيبات مابعد انسحاب القوات الامريكية من المدن في 30 يونيو الماضي ومسائل تسليح الجيش العراقي.
ونقل بيان صدر عن مكتب المالكي بعد الاجتماع وتسلمت (إفي) نسخة منه اليوم ان المالكي "اكد على ضرورة إستمرار التعاون بين العراق والولايات المتحدة بعد سحب القوات الامريكية من المدن العراقية في مختلف المجالات.
وقال رئيس الوزراء "نتمنى أن تكون زيارتنا إلى الولايات المتحدة قد رسمت آفاق العلاقة المستقبلية بين البلدين سواء ما يتعلق بالمرحلة الحالية أو مرحلة ما بعد عام 2011، وان النجاح الذي تحقق بعد الثلاثين من يونيو يجب ان يتكرر بعد الانسحاب النهائي للقوات الامريكية عام 2011".
وأضاف ان تقديراتنا لكفاءة القوات العراقية كانت صحيحة في مجال تحمل المسئولية الامنية ، ونريد اليوم أن نتعاون في مجال تطوير قدرات قواتنا الأمنية في جميع الإختصاصات وتجهيزها بالأسلحة الحديثة والمتطورة بالسرعة الممكنة، خصوصا الطائرات الخاصة بالقوة الجوية،مؤكدا رغبة العراق بالحصول على هذه الاسلحة لغرض الدفاع وحماية البلاد من التحديات الخارجية.
وحول اخراج العراق من طائلة البند السابع اوضح "إن الجو العام يسير بإتجاه إخراج العراق من الفصل السابع وقد وجدنا الرغبة لدى الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية في ذلك،لأن العراق اليوم أصبح بلدا لايشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين".
من جانبه قال وزير الدفاع الامريكي "كلما أزور العراق أجد فيه تقدما عن السابق"، مضيفا وقد وجدت تنسيقا عاليا بين القوات العراقية والامريكية في تطبيق الإتفاقية والعلاقة جيدة وتسير بالإتجاه الصحيح، كما لمسنا القدرة العالية لدى القوات العراقية على تسلم المسئولية الأمنية في عموم البلاد.
وأضاف جيتس ان الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل على اخراج العراق من
الفصل السابع والاستمرار في دعمه سياسيا واقتصاديا،وتلبية ما تحتاجه القوات العراقية من مستلزمات وتجهيزات عسكرية في الوقت الحالي وبعد عام 2011، و توسيع العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات .
ويقول مراقبون ان زيارة جيتس الحالية وهي العاشرة منذ توليه منصبه عام 2006 ترمي الى معاينة المرحلة المقبلة من مهمة قوات بلاده في العراق بعد الانسحاب، كما يسعى الى تقريب وجهات النظر بين الحكومة المركزية واقليم كردستان، ودفع المصالحة الوطنية الى الامام بعد ان تعثرت خطواتها.
في السياق قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية في تصريح نشرته صحيفة (الصباح) الحكومية "نأمل ان تكون نتائج الانتخابات التي جرت في اقليم كردستان نقطة انطلاق لحوار جاد مع الحكومة الاتحادية، بهدف تجاوز العقبات والخلاف الذي شهدته العلاقة بين الجانبين خلال المدة الماضية" .
وأكد الدباغ ان نتائج الانتخابات في اقليم كردستان سوف تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين بغداد وأربيل، مشيرا الى ان حوارات جادة ستعقد بين الجانبين قريبا لتجاوز الخلافات استنادا الى الدستور العراقي.
من ناحيته، رجح عضو مجلس النواب العراقي عن التحالف الكردستاني محمود عثمان بأن تشهد العلاقة بين الحكومة الاتحادية والسلطات في اقليم كردستان "انفراجا"، والتوصل الى حلول بشأن القضايا العالقة.
وأوضح عثمان وفقا للصحيفة "ان هناك خمسة ملفات عالقة بين بغداد وأربيل سيتم التحاور بشأنها تتمثل بـ( وجود قوات البيشمركة والجيش في المناطق المتنازع عليها، وحدود اقليم كردستان، والسياسة الخارجية، والمشاركة في القرار السياسي، اضافة الى قضية النفط)". (إفي)