طهران، 27 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): في قرار يرى البعض أنه يعكس "اتحاد وصرامة المجتمع الدولي حيال الملف النووي الإيراني"، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأول مرة منذ 2006 قرارا يدين قصور التعاون الإيراني في التحقيقات الدولية التي تجرى حول برنامج طهران النووي، وهو الأمر الذي لاقى استحسان الدول الكبرى، فيما دفع إيران إلى تخفيض مستوى تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية.
وبأغلبية كبيرة، 25 دولة من الأعضاء في مجلس الوكالة صوتوا لصالح القرار، ورفض كوبا وفنزويلا وماليزيا، وامتناع سبع دول أخرى عن التصويت، ورحل ممثل أذربيجان عن القاعة قبل بدء التصويت، أبدى المجلس تأييده للمشروع الذي أعدته ألمانيا بالتعاون مع الدول الخمس صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الأمن، وهو ما أثار استحسان الدول الكبرى.
فمن جانبها شددت الإدارة الأمريكية اليوم على أهمية القرار، والذي يأتي بمثابة بمثابة "رسالة قوية" للنظام الإيراني، مؤكدا أن القرار "يذكر طهران بضرورة الوفاء بالتزاماتها الدولية"، في الوقت الذي أعربت فيه عن "القلق البالغ" الذي يشعر به المجتمع الدولي حيال عدم وفاء طهران بالتزاماتها الدولية.
بينما أكد البيت الأبيض لإيران أن صبر المجتمع الدولي "له حدود"، مشيرا إلى أن الوقت بدأ في النفاد دون أن تفي إيران بالتزاماتها الدولية، حيث يعكس القرار "الحاجة الملحة" لأن تبحث طهران عن حل لأزمة "عدم ثقة" المجتمع الدولي في نواياها.
وأضاف البيان، الصادر عن البيت الأبيض، "في حالة إذا ما رفضت طهران الوفاء بالتزاماتها، فعليها أن تتحمل عواقب ذلك"، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة قصور التعاون الإيراني في التحقيقات الدولية التي تجرى حول برنامج طهران النووي "يعكس وحدة المجتمع الدولي والحسم الذي يتعامل به مع الملف النووي الإيراني".
وكان رد الفعل الإيراني هو الأعنف، حيث أعلنت تخفيض مستوى تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية، ردا على القرار الذي أصدرته المنظمة اليوم بإدانة أنشطتها النووية، حيث أكد الممثل الإيراني أمام الوكالة على أصغر سلطانيه للصحفيين أن طهران "ستمحو أي تعاون تطوعي يتخطى الحدود القانونية مع المفتشين الدوليين"، في الوقت الذي أكد فيه "هذا القرار لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، ولن تطبقه حكومة طهران لأن أهدافه سياسية".
وبدوره اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين ميمانباراست اليوم أن القرار الذي اتخذته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يعدو عن كونه "محاولة غير مجدية لممارسة المزيد من الضغط على طهران"، مشيرا إلى أن القرار يأتي بمثابة "حركة مسرحية تهدف إلى ممارسة مزيد من الضغوط على طهران".
وأضاف ميمانباراست أنه "إذا ما كانت حقوق إيران كدولة موقعة على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية لا يتم احترامها في إطار الوكالة الدولية، فإننا لن نرى سببا لتطبيق الاتفاقيات الإضافية".
يشار إلى أن جزءا كبيرا من المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة وإسرائيل، يوجه لإيران اتهاما بإخفاء طبيعة سرية وعسكرية تهدف إلى حيازتها أسلحة ذرية وراء برنامجها النووي.
وتنفي طهران هذه الاتهامات، مشددة على أنها تسعى فقط لتوليد الطاقة وتغذية مفاعلاتها النووية من أجل البحوث الطبية، لذلك تمتلك أكثر من سبعة آلاف جهاز طرد مركزي في محطة ناتانز وتنتظر تشغيل مفاعل بوشهر الذى تشيده بالتعاون مع روسيا. (إفي)