عمرو فهمي.
القاهرة، 30 سبتمبر/أيلول (إفي): لم يكن إعلان فريق فيراري الإيطالي لسباقات الفئة الأولى "فورمولا1" اليوم الأربعاء عن التعاقد مع السائق الإسباني فرناندو ألونسو بطل العالم السابق سوى إتمام لزيجة تأخرت ثلاث سنوات.
وكانت السيارة الحمراء لفيراري التي لم تغب عن بطولة العالم منذ انطلاقها عام 1950 المستقر المفترض لألونسو الذي صنع اسمه كأحد أباطرة المضمار عقب إحرازه لقبي بطولة العالم عامي 2005 و2006 مع فريق رينو الفرنسي.
وأدى فوز ألونسو وقتها إلى حرمان الأسطورة الألماني مايكل شوماخر بطل العالم سبع مرات، منها خمس مع فيراري، من اختتام مسيرته متوجا، وهو ما جعل الأنظار تتجه إلى الإسباني كخليفة له.
ولكن فيراري خالف التوقعات باعتزال شوماخر في 2006 وفضل ضم الفنلندي كيمي رايكونين من غريمه مكلارين-مرسيدس، تاركا للفريق البريطاني إمكانية ضم ألونسو بسهولة، وهو السيناريو الذي تحقق.
وعاد ألونسو من جديد في موسم 2007 إلا ليجد نفسه مطالبا بالتغلب على فيراري، إلا أن الخصومة لم تكن حاضرة له في المضمار فقط، بل داخل الفريق من جانب زميله البريطاني الصاعد وقتها لويس هاميلتون الذي لم يرض بدور السائق الثاني وحقق أفضل أول موسم لسائق في تاريخ فورمولا1.
ولعب التعاطف القومي دوره مع هاميلتون الذي حظي بمساندة كبيرة من جانب مدير مكلارين رون دينيس، مما سحب البساط من تحت قدمي ألونسو رغم مجيئة إلى الفريق كبطل للعالم.
وفي ظل الأجواء المشحونة في مكلارين، أنهى كل من هاميلتون وألونسو الموسم بـ109 نقاط لكل منهما، لتفصلهما نقطة وحيدة عن اللقب الذي ذهب لرايكونين ليصبح أول سائق يفوز ببطولة العالم في أول مواسمه مع فيراري على الإطلاق.
وبدت زيجة ألونسو مع مكلارين في حاجة لفض الارتباط بنهاية الموسم، مما جعل السائق الإسباني يفضل العودة لبيته القديم وقيادة سيارة رينو في مهمة اعترف هو نفسه بأنها شبه مستحيلة لإعادة الفريق الفرنسي إلى المنصة.
وقدم ألونسو بداية مخيبة مع سيارة رينو آر-28 خلال موسم 2008 إلا أنه حقق نتائج مبهرة في المنعطف الأخير شهدت فوزه بسباقي اليابان وسنغافورة، حيث أصبح في السباق الأخير أول سائق يفوز بسباق ليلي تحت الأضواء الكاشفة، وأنهى الموسم في المركز الخامس.
وبدأ ألونسو هذا العام مغامرة جديدة مع سيارة رينو التي لم تتطور على النحو المطلوب ليبقى في المركز الثامن ويحقق أولى منصاته بحلوله ثالثا في سنغافورة، منتظرا السباقات الثلاثة المتبقية.
وعلى الجهة الأخرى، بدأ منحنى رايكونين في التراجع مع فيراري، مما جعل السائق الأول للفريق في موسم 2008 هو زميله البرازيلي فيليبي ماسا الذي خسر المونديال في الجولة الأخيرة على حلبة إنترلاجوس بين أنصاره في ساو باولو، وبفارق نقطة وحيدة عن هاميلتون.
وبالرغم من إعلان فيراري أن رايكونين وماسا سيواصلان قيادة السيارة الحمراء حتى 2010 إلا أن عروض الثنائي هذا الموسم أبعدت الفريق حتى عن المنافسة على لقب بطولة الصانعين، حيث حقق الفريق فوزا واحدا عبر رايكونين في سباق بلجيكا.
وأدت الحادثة المروعة التي تعرض لها ماسا في تصفيات سباق المجر إلى حالة من التعاطف مع السائق البرازيلي، مما أدى إلى صدور وعد من رئيس فيراري لوكا دي مونتسيمولو بالإبقاء على السائق لدى عودته إلى المضمار العام القادم، ليصبح مقعد رايكونين في مهب الريح مع بداية شائعات الاستعانة بألونسو.
وزادت الشائعات حدة مع قيام صحيفة "ماركا" الإسبانية في سبتمبر/أيلول الجاري بإهداء دي مونتسيمولو جائزة "أسطورة ماركا" التي تمنحها للشخصيات البارزة في عالم الرياضة، مما اعتبره المراقبون بوادر الإعلان عن ضم ألونسو.
وربما يكون ما يريده فيراري من وراء التعاقد هو الاستفادة من تعطش ألونسو للعودة إلى عرش المضمار من جديد، وفي مناخ يجعله السائق رقم 1 دون بطل عالم آخر في نفس الفريق حتى لا يتكرر السيناريو الذي تعرض له مع هاميلتون في مكلارين، وهو ما أدى لاستبعاد رايكونين.
بل وينتظر أن يواجه ألونسو (28 عاما) مناخا وديا في فيراري في ظل تواجد زميله السابق في رينو الإيطالي جانكارلو فيزيكلا كسائق تجارب، فضلا عن علاقته الطيبة بماسا الذي سبق وصرح أنه "يرغب في مساعدته" لإحراز لقب بطولة العالم الموسم الماضي.
كما أن الجانب الاقتصادي لعب دوره في ظل الأزمة العالمية، فالتقارير تشير إلى أن ألونسو سيحصل على راتب سنوي يصل إلى 25 مليون يورو بما يقل بمليونين عما ينص عليه عقد رايكونين.
وفنيا، يرى دي مونتسيمولو أن ألونسو يملك بجانب مهارات القيادة قدرة مميزة على نقل انطباعاته عن التطويرات التي يجب أن تلحق بالسيارة إلى الفنيين بالفريق، وهو ما سيساعد فيراري، حسب رؤيته، على استعادة موقعها في ظل سيطرة الفريق البريطاني الجديد برون جي بي.
وفي كل الأحوال يبقى انتقال ألونسو إلى فيراري صفقة عام 2010 إلى حين تبين وجهة رايكونين القادمة، بجانب مستقبل الألماني نيكو روزبرج الذي يرى النقاد أن قدراته مقيدة في فريقه الحالي ويليامز. (إفي)