مونيفيديو، 26 ديسمبر/كانون أول (إفي): انتقد الكاتب الأوروجوائي الشهير إدواردو جاليانو منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام لهذا العام، ووصف الأمر بـ"مزحة سخيفة وثقيلة الظل".
وقال جاليانو في حوار مع شبكة (بي بي سي) الإخبارية: "لقد بدا لي الأمر كما لو كان مزحة سخيفة، ولكنني لا أرى في الأمر أية غرابة، إذا وضعنا في الحسبان أن جائزة نوبل منحت منذ قرن للرئيس الأمريكي الأسبق تيدي روزفلت، عاشق الحرب".
وحول قضية العولمة، صرح الأديب الأوروجوائي: "قبل اختراع هذه الكلمة البشعة، التي تطلق على ديكتاتورية المال العالمية، كانت هناك كلمة أخرى، جميلة وسخية، ألا وهي القومية العالمية".
وأردف الروائي اللاتيني: "إنني لازلت أفضلها، ولازالت تعني بالنسبة لي كيف يتسنى لجميع من يتوقون للعدل والجمال أن يكونوا مواطنين ورفقاء، أيا كان مسقط رأسهم وأيا كان المكان الذي يعيشون فيه".
واستبعد جاليانو كتابة نسخة ثانية لعمله الأشهر "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة"، الذي صدر له منذ 40 عاما، إلا أنه حقق مبيعات خيالية بعد أن أهداه الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز لنظيره الأمريكي باراك أوباما، خلال قمة الأمريكتين الخامسة التي عقدت في ترينداد وتوباجو في أبريل/نيسان الماضي.
ويتناول جاليانو في كتابه بالتحليل "النهب المنظم" لدول أمريكا اللاتينية على امتداد خمسة قرون، الأمر الذي جعل قارة غنية بالإمكانات تتحول إلى قارة فقيرة.
وتابع الأديب حديثه قائلا: "جميعنا يكتب كتابا واحدا فقط، يتغير تدريجيا وينتشر على مدار حياة الكاتب. شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة بالنسبة لي بوابة رحيل، وليس بوابة وصول".
وأضاف جاليانو بلهجة منتقدة: "إنني اكتب لمن ليس بإمكانهم أن يقرأوا لي، لأن الكتب أصبحت غالية جدا، وستباع في محلات المجوهرات في غضون وقت قليل".
يشار إلى أن إدواردو جاليانو ولد في مونتفيديو عاصمة أورجواى، وعمل صحفيا ورساما كاريكاتوريا في العديد من الصحف، قبل أن يهرب من الحكم العسكري في بلاده إلى الأرجنتين عام 1973 بعد نشره "الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية" في إسبانيا عام 1971 ، ثم انتقل إلى إسبانيا عام 1977 وظل فيها حتى عاد إلى بلاده عام 1985.(إفي)