كارتاخينا (كولومبيا)، 31 يناير/كانون ثان (إفي): أكد أديب بيرو الأشهر ماريو بارجاس يوسا أن "المجتمعات غير المستقرة، التي يعاني من يحيون فيها من انعدام الأمن (...) هي التي تقدم في العادة أدبا وروايات أكثر طموحا".
في مقابلة مع الصحفي والكاتب الكولومبي إكتور أباد فاثيولينثي السبت، على هامش مهرجان مدينة كارتاخينا دي لاس إندياس الكولومبية، ذكر المحاور بارجاس يوسا بأنه كان قد أكد في مقابلة في أوج ازدهار تيار الواقعية السحرية بأمريكا اللاتينية المعروف بـ"البووم" في ستينيات القرن الماضي، أن "المجتمعات التي تعاني أزمة هي التي تصنع أدبا جيدا"، مستشهدا بروسيا في نهاية القرن التاسع عشر.
والآن وبعد نحو نحو أربعين عاما، يعتقد مؤلف "المدينة والكلاب" أنه لا توجد "قوانين ثابتة" تحكم عالم الأدب، بل إن البريق الذي تحظى به رواية ما، تستمده من كاتبها.
بيد أنه اعتبر في الوقت نفسه أن هناك اتجاها يتسبب في أن المجتمعات "التي يعاني من يحيون فيها من انعدام الأمن، وينتابهم شعور بأن الأرض ستنشق وتبتلعنا في نوع من الفوضى، هي التي تقدم في العادة أدبا وروايات أكثر طموحا".
وأكد "ليس صدفة أن يظهر في أمريكا اللاتينية (نحو العام 1960) توجه روائي بهذا الطموح، وهذا التنوع، في فترة لم يكن فيها أحد يراهن على إصلاح المنطقة. كنا على حافة الانهيار. كان هناك شعور عميق بالأزمة".
جدير بالذكر أن بارجاس يوسا يعد من أهم كتاب أمريكا اللاتينية، وذاعت شهرته في عام 1963 بعد صدور روايته "المدينة والكلاب"، ونال العديد من الجوائز الأدبية مثل جائزة "رومولو جاييجو" و"ثربانتس" وجائزة "أمير أستورياس" وجائزة بلانيتا، كما ترشح أكثر من مرة لجائزة نوبل.
ومن أهم أعماله: "المدينة والكلاب" (1963)، "البيت الأخضر" (1966)، "الفتاة خوليا" (1981)، "المتكلم" (1987)، "أوراق ريجوبيرتو" (1997)، "حفل التيس" (2000)، "الجنة في الجهة الأخرى" (2003)، و"ألاعيب الطفلة المشاغبة" (2003). (إفي)