القاهرة، 13 يوليو/ تموز (إفي): أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن حركة عدم الانحياز قد وجدت لتبقى "حارسا أمينا على مصالح دول الجنوب".
تصريحات أبو الغيط جاءت خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز، التي بدات اليوم في منتجع شرم الشيخ (شرق القاهرة) وتستمر ليومين، تحضيرا لاجتماعات القمة الـ15 لزعماء دول الحركة، التي تُعقد يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
واكد أبو الغيط أن هناك حاجة للحفاظ على الحركة باعتبارها ممثلة الجنوب ودول الجنوب، مشيرا الى ان هناك حركتان تعملان للحفاظ على مصالح دول الجنوب.
واوضح أن هناك ذراعين لدول الجنوب الاقتصادي وهو مجموعة الـ77 والسياسي وهو حركة عدم الانحياز، لافتا الى ان مجموعة الـ77 هى الأكبر من حيث الحجم، فيما تتضمن حركة عدم الانحياز أربع مجموعات هي الافريقية والآسيوية واللاتينية والأوروبية والتي تضم دولة واحدة هي بيلاروسيا.
واكد أبو الغيط ان بلاده ستسعى خلال فترة رئاستها للحركة في السنوات الثلاث القادمة إلى تنفيذ كل خطة العمل، وتسعى للتعامل مع اعلان شرم الشيخ حفاظا على حقوق ومصالح دول الجنوب.
وكانت الجلسة الافتتاحية لاجتماع الوزراء قد بدأت اليوم بكلمة وزير خارجية كوبا برونو إدواردو رودريجث بارييا، الذي ترأس بلاده الدورة الـ14 للقمة، عرض خلالها الخطوات التي قامت بها بلاده والحركة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأكد بارييا على أهمية مواصلة الجهود الدولية لمنع النزاعات استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ودعا إلى تضافر جهود الدول أعضاء حركة عدم الانحياز من أجل تعزيز موقفها التفاوضى وأن يكون
لها صوت مسموع على الساحة الدولية فى قضايا مثل الغذاء والأمن الغذائى وتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأضاف أن الحركة لا تزال لها أهميتها الكبيرة على الساحة الدولية حتى بعد انتهاء الحرب الباردة، منوها بأنها ستواصل جهودها لتطوير نفسها لمواجهة التحديات والتغيرات والدفاع عن مصالح شعوب دول الجنوب.
وشدد بارييلا على أهمية التمسك بمبادىء الكفاح التى كانت أحد النتائج الهامة خلال فترة رئاسة كوبا للحركة للمرة الثانية عام 2006 ، قائلا "ان من أبرز نتائج رئاسة كوبا للحركة هو تعزيز وتقوية آليات التوافق السياسي واحراز تنسيق بين الدول الأعضاء فى العملية السياسية التى سبقت انعقاد قمة شرم الشيخ.
وطالب بالعمل الجماعي "لمواجهة النظام الاقتصادي غير العادل الحالي الذى تتأثر به دول الجنوب تأثرا شديدا نتيجة الأزمة العالمية التى نجم عنها زيادة عدد الفقراء والجوعي ووقوع أمراض كان ممكنا الوقاية منها".
فيما طرح وزير الخارجية المصري، الذي تسلم رئاسة الاجتماع من نظيره الكوبي، الخطوط العريضة لرؤية بلاده لكيفية تطوير "حركة عدم الانحياز" خلال المرحلة المقبلة، خصوصا خلال السنوات الثلاث القادمةالتي تتولى فيها مصر رئاستها.
وأكد أبوالغيط أن نجاح الحركة فى الدفاع عن مصالحها "لن يتأتي إلا بمزيد من الجهد والعمل الدبلوماسي الشاق والمزيد من التلاحم والعمل المشترك بين أعضاء الحركة".
ويجرى الوزراء خلال الجلسة العامة اليوم نقاشا مفتوحا حول الموضوع الرئيسى للقمة وهو "التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية" وكذلك حول الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية.
وتعقد الاجتماعات بمشاركة وزراء وممثلين من نحو 150 دولة ومنظمة عالمية، يتقدمهم الى جانب الوزيرين المصري والكوبي وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الذي تتولى بلاده الرئاسة القادمة للقمة.
جدير بالذكر أن قمة دول حركة عدم الانحياز في دورتها الـ15 تستضيفها مصر بعد مرور نحو نصف قرن على استضافة القاهرة للقمة الثانية للحركة عام 1964.
وقد لعبت مصر بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دورا كبيرا في تأسيسها خلال الفترة التي كانت تناضل فيها شعوب آسيا وإفريقيا ضد الاستعمار والاحتلال.
وأثناء مؤتمر القمة الأولي الذي عقد في بلجراد أول سبتمبر/أيلول 1961 قرر مؤسسو الحركة الأوائل، هم الزعيم المصرى جمال عبد الناصر و رئيس الوزراء الهندى جواهر لال نهرو والرئيس اليوغوسلافي تيتو والأندونيسى أحمد سوكارنو، إعلانها كحركة وليس كمنظمة.
وركزت الأهداف الأساسية لدول حركة عدم الانحياز علي تأييد حق تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والسيادة والسلامة الاقليمية للدولة ومعارضة الفصل العنصري، وعدم الأنتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف، وابتعاد دول الحركة عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبري.(إفي)