نيو دلهي، 16 يوليو/تموز (إفي): تعرض دور السينما الهندية اليوم فيلما مثيرا للجدل يعكس مفهوما جديدا لتداعيات هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في قالب ساخر يجعل من زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، خيارا وحيدا لدخول الأراضي الأمريكية.
ويحمل الفيلم اسم "Tere Bin Laden" أو "بدونك يا بن لادن" وهو من إخراج ابهشيك شارما ويقوم ببطولته نجم البوب الباكستاني علي ظفار.
وتدور أحداث الفيلم في مدينة كراتشي جنوبي باكستان، حول صحفي باكستاني يلتقي بمحض الصدفة مع مربي دجاج يشبه بن لادن فتخطر في باله فكرة إجراء حوار معه وتسجيله في فيديو على أنه زعيم القاعدة الحقيقي.
وسريعا ما يبيع الصحفي الفيديو للمحطات الأمريكية مما يجعله يحقق شهرة خاطفة يستغلها ليهاجر إلى الولايات المتحدة بعدما فشل في محاولات عدة في الحصول على تأشيرة السفر الأمريكية.
وقال مخرج العمل شارما لـ(إفي) إن الفيلم لا يعتبر سيرة ذاتية وإنما هو عمل ساخر، وأضاف "كنت أرغب في تناول وضع العالم بعد هجمات 11 سبتمبر من وجهة نظر الناس العادية ولكن من خلال الحس الكوميدي".
وأكد شارما أن الفكرة كانت غريبة للغاية واستغرقت منه مجهودا كبيرا حتى تخرج للنور، وقال في هذا الصدد "كانت رأسي تؤلمني من التفكير وكنت اربطها بمنديل وبما أنني كنت بذقن وقتها كانت تقول لي زوجتي مازحة أنني اشبه بن لادن ومن هنا تساءلت لماذا لا أنفذ هذا الأمر".
وعلى الرغم من ان بن لادن محل سخرية مستمرة خلال الفيلم، إلا أن هذا لم يحول دون أن تتلقى شركة الإنتاج "والكواتر ميديا" خطاب تهديد من مجهول يحذر من "عواقب" عرض الفيلم.
وفي باكستان، حيث تم في بداية الأمر حذف اسم بن لادن من عنوان الفيلم ليصبح "بدونك" لتجنب إثارة الجدل، قررت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في البلد الآسيوي الثلاثاء الماضي منع عرض الفيلم خوفا من وقوع هجمات إرهابية.
ودافع شارما، الذي رفع دعوى ضد قرار الهيئة الباكستانية، عن فيلمه قائلا "لا اعتقد أن الفيلم مهين، فنحن لا نعظم اي شخص. ويمكنك استغلال السخرية لتقول أشياء لا يمكن أن تقولها في السينما الجادة".
يشار إلى أن "بدونك يا بن لادن" سيعرض في الهند وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى تحظى باعداد كبيرة من المهاجرين الهنود، ولكن ما يثير الدهشة هو عدم وجود الولايات المتحدة ضمن هذه القائمة.
وقال شارما عن هذا الأمر "نريد في البداية معرفة رد الفعل في هذه الدول".
وعلى الرغم من أن قصص الحب وأفلام الحركة والإثارة تسيطر على السينما الهندية، إلا أن بوليوود اخذت منعطفا جديدا في السنوات الأخيرة يتمحور حول الكوميديا بموضوعات تسعى للتواصل مع أذواق الطبقة المتوسطة الجديدة.
ويسير "بدونك يا بن لادن" على نهج فيلم "اسمي خان"، حيث يتناول تأثير هجمات 11/9 على المسلمين، ويسبق بشهور عرض فيلم حول أدولف هتلر من المتوقع ان يكون محل مناقشات ساخنة.(إفي)