بامبلونا (إسبانيا)، 9 فبراير/شباط (إفي): اكد الكاتب والباحث العراقي وليد صالح الخليفة ان كسر حاجز الخوف من "الطغاة" هو السبب وراء الانتفاضات الشعبية التي تهز دول عربية كمصر وتونس، وقال ان العملية الاحتجاجية لن تعود للوراء، ولابد ان تثمر عن تغييرات.
وقال صالح الخليفة الأستاذ في جامعة أوتونوما بمدريد، خلال تقديم كتابه "الحب والجنس والزواج في الإسلام" بمدينة بامبلونا الإسبانية، ان ظواهر مثل تعدد الزوجات ومعاداة المرأة ورفض المثليين في الدول العربية، ناجمة عن القوانين والسياسيات الرسمية، مؤكدا ان احلال الديمقرطية في هذه البلدان ستغيير من مواقف المواطنين حيال هذه الامور.
واعتبر ان المطالبة بمزيد من الحقوق المدنية والحريات، في ظل الرقابة التي تفرضها المؤسسات الدينية، تنبض في قلب انتفاضات الدول العربية، مشيرا مع ذلك إلى ان السبب الاساسي للاحتجاجات يتمثل في الاوضاع الاقتصادية غير المحتلمة، والتي وصلت الى ذروتها، ولا سيما مع وجود مئات الآلاف من الشباب الخريجين الذين لا يجدون فرص عمل.
ويرى الكاتب العراقي ان هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ساهم في فقدان الخوف من السلطات، وادراك المواطنين بان القضاء على المستبدين ليس بهذه الصعوبة، ولا سيما ان عدة حكومات في المنطقة فقدت شعبيتها، ولا تحظى سوى بدعم الجيش والشرطة.
ويعتقد ان الدول العربية ذات الانظمة الديكتاتورية تشترك في جانب آخر، وهو الدعم الخارجي لها، مشيرا إلى ان مصالح الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الهامة بالمنطقة، التي تشكل لهما سوقا للنفط والاستهلاك، تفسر التصريحات غير القاطعة التي يدليان بها على استحياء.
كما يرى ان الامر يتعلق ايضا بقضية عمالة، وضرب المثل على ذلك بان الشرق الاوسط استورد في الاعوام الاخيرة 50% من اجمالي الاسلحة التي تباع في العالم.
واضاف المفكر العربي المقيم بإسبانيا، ومؤلف كتب مثل "العراق: الغزو والاحتلال والفوضى"، و"الجناح الراديكالي للإسلام"، ان مصر لن تعود للوراء وان المطالب ستستمر، لان المصريين لا يمكن ان يواصلوا العيش في ظل هذا الفساد. (إفي)