القاهرة، 6 يناير/كانون ثان (إفي): لم يكن من السهل في بلد أنجبت حراسا كمصطفى كامل منصور وثابت البطل أن يأتي في العقد الأخير من يصنع حالة قريبة من الإجماع بأنه الأفضل في حماية الشباك على مر تاريخ الكرة المصرية ليجعل من اسم "عصام الحضري" مصدر طمأنة لجماهير منتخب بلاده.
البداية كانت في أواسط التسعينيات حين بدأ الجهاز الفني للمنتخب المصري يضم حارس فريق دمياط الواعد والذي انتقل عام 1996 إلى النادي الأهلي ليبدأ مسيرة من حصد الألقاب استمرت 12 عاما كان في بعض منها الحارس الأفضل في أفريقيا.
واستطاع الحضري بعد موسم واحد له في الأهلي أن يجبر الحارس الدولي السابق أحمد شوبير على الاعتزال بعد الانفراد بمقعده في التشكيل الأساسي، وهو ما أهله للدخول في قائمة المنتخب المصري المتوج بطلا لأفريقيا عام 1998 إلا أنه كان احتياطيا لنادر السيد.
وتقدم الحضري بعدها إلى مقعد الحارس الأول للمنتخب خلال بطولة كأس القارات 1999 بالمكسيك، قبل أن يبدأ مع الأهلي حصد الألقاب الأفريقية بدءا من عام 2001 الذي شهد بداية تقديمه عروضا خارقة للعادة، خاصة في مباراة لا ينساها جمهور النادي الأحمر في ضيافة الترجي التونسي.
وكانت بطولة مالي 2002 أول مشاركة أساسية للحضري في كأس الأمم حيث نجح في تقديم عروض مميزة رغم الخروج من دور الثمانية، واختير تصديه لانفراد من المهاجم السنغالي الحاجي الضيوف، أفضل لاعب في أفريقيا وقتها، كصدة العام على مستوى القارة.
وفي عام 2006 قاد الحضري بلاده لكأس الأمم الأفريقية للمرة الخامسة أمام جماهيرها في القاهرة بعد تصد مبهر لركلتي ترجيح في المباراة النهائية من الإيفواريين ديدييه دروجبا وبكاري كونيه.
وكرر الحضري نفس الأداء المبهر في بطولة غانا 2008 ليصعد للمرة الثانية أعلى مرماه للاحتفال باللقب السادس للفراعنة، والذي اتجه بعده للاحتراف بفريق سيون السويسري في قضية أثارت خلافا حادا مع مسئولي الأهلي وجماهيره.
وعلى الرغم من الهتافات العدائية التي تعرض لها الحضري في مباريات المنتخب بالقاهرة من مجموعات من جماهير الأهلي، إلا أنه نجح في الحفاظ على مستواه وتقديم مباراة أسطورية على مدار تصفيات بطولة أنجولا 2010 المقبلة، كما كان بطل الفوز التاريخي على إيطاليا بهدف دون رد في كأس القارات 2009.
وعلى الرغم من أن الحضري سيكمل منتصف الشهر الجاري عامه الـ37 إلا أنه يبدو في أفضل مستوياته الفنية التي أهلته للقب "السد العالي"، وهو ما يبشر بإمكانية بقائه في الملاعب لفترة أطول سواء مع فريقه الحالي الإسماعيلي أم أي ناد آخر.
ويدرك الحضري أنه وزميله قائد المنتخب أحمد حسن الوحيدان الفائزان بثلاثة ألقاب لكأس الأمم مع مصر، وهو ما يجعل إحراز اللقب السابع في أنجولا مسعى أمام الحارس لزيادة رصيده من الإنجازات والذي يشمل أكثر من مائة مباراة دولية. (إفي)