عمرو فهمي.
القاهرة، 31 مايو/آيار (إفي): كان البولنديون الأسعد حظا حين سحبت قرعة نهائيات كأس أمم أوروبا "يورو 2012" التي تقام في ضيافتهم بالاشتراك مع الجارة أوكرانيا بعد أن جاء فريقهم على رأس المجموعة الأولى مع كل من اليونان وروسيا وجمهورية التشيك.
وخدمت القرعة بولندا إذ أبعدتها عن مواجهة عمالقة القارة المرشحين للفوز باللقب، مما جعل الفريق الذي يقوده المدرب فرانسيشك سمودا يدرك إمكانية تحقيق حلم بلوغ الدور ربع النهائي في ثاني مشاركاته القارية على مر تاريخه العريض.
وعلى الرغم من تاريخ ناصع للكرة البولندية على الساحة الدولية ممثلا في ذهبية وفضيتين أوليمبيتين، وبرونزيتين في كأس العالم 1974 و1982 ، فإن الفريق الملقب بالنسور البيضاء لم يعرف المشاركة في النهائيات الأوروبية قبل نسخة 2008 الماضية بالنمسا وسويسرا حين خرج مبكرا من الدور الأول.
ولا شك أن النجاح في تجاوز دور المجموعات سيكون إنجازا يحسب لنجوم هذا الجيل، خاصة وأن عظماء الماضي أمثال جيجوج لاتو وأندري زارماخ وزبيجنيف بونييك لم يشرفوا باللعب في النهائيات الأوروبية رغم إنجازاتهم في الأوليمبياد والمونديال.
وعلى مستوى تشكيل اللاعبين الحالي، فإن بولندا تعتمد على الثلاثي المحترف بصفوف بوروسيا دورتموند بطل الدوري الألماني والمؤلف من الظهير لوكاش بيشتشيك، ونجم الوسط وحامل شارة القيادة ياكوب بواشتيشكوفسكي، والهداف روبرت ليفاندوفسكي.
كما يضم خط الوسط لاعب بوردو الفرنسي لودوفيك أوبرانياك الذي يجيد التعامل مع الركلات الثابتة، في حين تبقى حراسة المرمى ملكا للاعب أرسنال الإنجليزي فيوتشه تشيزني، بعد إصابة زميله في النادي لوكاش فابيانسكي قبل انطلاق البطولة.
وافتقدت بولندا بعد الإخفاق في بلوغ نهائيات كأس العالم الماضية عددا من الأسماء المعروفة التي قررت الاعتزال دوليا لإفساح المجال أمام العناصر الشابة، وعلى رأس هؤلاء يأتي المهاجم إبي سمولاريك ومحور الارتكاز الصلب ماريوش ليفاندوفسكي.
ويأمل سمودا أن تنجح الأسماء الحالية في إغنائه عن الحنين للمعتزلين، خاصة وأن الفريق سيكون تحت ضغط عصبي كبير بالنظر إلى سهولة مجموعته نسبيا مقارنة بشريكته في التنظيم أوكرانيا التي ستواجه إنجلترا وفرنسا والسويد.
ولعل الصعوبة الضمنية في مجموعة بولندا تكمن في انتماء كافة خصومها في الدور الأول لمدرسة أوروبا الشرقية التي تنحدر منها كرتها، وهو ما ينذر بمباريات شديدة الصعوبة على المستوى الخططي حيث تشتهر تلك الفرق بغلق المساحات والتنظيم الدفاعي.
وخلال فترة الإعداد السابقة للبطولة، تمكنت بولندا من تحقيق نتائج مبشرة لجماهيرها فتعادلت وديا مع ألمانيا والبرتغال وتغلبت على الأرجنتين، إلا أنها أبقت حيزا للقلق بالخسارة أمام إيطاليا وفرنسا.
ولا يبقى أمام البولنديين سوى انتظار تأهل إلى الدور ربع النهائي للتوقف ولو مرة عن الحنين لجيل لاتو وبونييك وزارماخ الذي يبقى صاحب الإنجازات الكبرى رغم إخفاقه المتكرر في التأهل للبطولة الأوروبية. (إفي)