من كيوشي تاكيناكا
طوكيو (رويترز) - ذاق توكورو اينوكوما وهو جندي سابق في جيش الامبراطورية اليابانية فظائع الحرب عام 1945 وهو في سن السادسة عشرة عندما سارع لجمع أشلاء الجثث وأطراف زملائه المتطايرة إثر غارة أمريكية على اليابان.
لكنه اليوم وكواحد من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية الذين يقل عددهم يوما بعد يوم يرصد أصداء مقلقة في سياسة اليابان التي تبتعد عن المبادئ السلمية التي تبنتها طوكيو بعد عام 1945.
وقال اينوكوما الذي قاتل في الصين بعد وقت قصير من الغارة الجوية التي شهدها "أجد الوضع خطرا للغاية .. انه نفس المسار الذي اتخذناه في السابق."
ونجا اينوكوما ايضا من معسكرات اعتقال لأسرى الحرب في الاتحاد السوفيتي السابق طوال عامين اثر استسلام اليابان.
وقال اينوكوما (85 عاما) في مقابلة مع رويترز "لم نقتل أو يقتلنا أحد حوالي سبعين عاما. هذا أمر غير مسبوق. ومن المهم أن نفكر مليا في هذا."
واتخذ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خطوة تاريخية في الشهر الماضي بانهاء حظر دستوري منع الجيش من القتال خارج البلاد منذ عام 1945.
وأثارت الخطوة غضب الصين التي توترت علاقاتها مع اليابان جراء نزاع حدودي بشأن جزر في بحر الصين الشرقي.
وقال معارضو خطوة آبي إن هذا التغيير يجعل اليابان أكثر عرضة للانزلاق في الحروب الخارجية في حين يقول مؤيدوها إن على اليابان أن تكون قادرة على ممارسة الحق الجماعي في الدفاع عن النفس أو مساعدة بلد صديق يتعرض للهجوم والتأقلم مع بيئة أمنية باتت أكثر تعقيدا.
وعبر تيرو هيساتو (91 عاما) وهو محارب قديم خسر ساقه اليمنى عام 1945 في قصف بالقنابل الحارقة بينما كان يحرس الإمدادات العسكرية في محطة للسكة الحديد في شمال اليابان عن مخاوفه وشكوكه فيما إذا كان هذا التغيير في السياسة سيجعل اليابان اكثر أمنا.
وقال "اذا رددت على قبضة مرفوعة في وجهك برفع قبضتك فهذا لن يؤدي الا إلى نشوب العراك."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)