من مبشر بخاري
لاهور (باكستان) (رويترز) - بدأ آلاف المحتجين المناهضين للحكومة يوم الخميس مسيرة من مدينة لاهور بشرق باكستان إلى العاصمة إسلام أباد مما يثير مخاوف على الاستقرار السياسي والحكم المدني في البلاد المسلحة نوويا.
وتتجه مجموعتان من المحتجين إحداهما بقيادة عمران خان لاعب الكريكت الذي تحول إلى سياسي باكستاني معارض والأخرى بقيادة رجل الدين طاهر القادري إلى العاصمة للمطالبة باستقالة الحكومة التي يصمونها بالفساد.
وكانت السلطات الباكستانية قد منعت في بادئ الأمر المسيرتين ثم سمحت بهما في اللحظة الأخيرة. وتسبب آلاف المحتجين لدى مغادرتهم لاهور في تكدس مروري كبير وبحلول المساء لم يكن المحتجون قد غادروا المدينة. وقدر صحفي من رويترز عدد أنصار مسيرة القادري بنحو عشرة آلاف شخص وعدد أنصار خان بنحو سبعة آلاف شخص. ويسعى الاثنان إلى جمع مزيد من المشاركين على طول الطريق الذي ستسلكه المسيرة.
ورغم أن خان والقادري ليسا حليفين إلا أنهما عدوان لحكومة رئيس الوزراء نواز شريف الذي اكتسح حزبه الانتخابات في العام الماضي. وكانت المرة الأولى التي يتم فيها نقل السلطة من حكومة منتخبة إلى أخرى في تاريخ باكستان الحافل بالانقلابات العسكرية.
ويقول القادري وهو واعظ تحول إلى ناشط سياسي ويقيم عادة في كندا إنه يريد استقالة الحكومة بحلول نهاية الشهر الحالي. وشارك أنصاره وكثيرون منهم ينتمون لشبكة من المدارس الدينية والجمعيات الخيرية في عدة اشتباكات دامية مع الشرطة.
وفي اسلام اباد تم تشديد إجراءات الأمن وأغلقت الشرطة الطرق الرئيسية والمناطق المهمة التي تضم الكثير من السفارات الأجنبية.
وقال القادري إنه يخطط لإرغام شريف وحكومته على التنحي بحلول نهاية الشهر. واضاف لرويترز "سيكون هناك اعتصام. سيبقون هناك حتى يتم تلبية مطالبهم ويستقيل (شريف)."
وتستهدف دعوة القادري للثورة على نحو خاص الفقراء الباكستانيين الذي يكافحون في ظل تضخم وبطالة مرتفعة وانقطاع الكهرباء بشكل يومي.
وقال القادري في كلمة ألقاها يوم الخميس "كل مشرد سيحصل على مسكن. كل شخص عاطل سيحصل على وظيفة. كل من يحصلون على أجور قليلة سيحصلون على حاجاتهم الأساسية اليومية.
ومن بين الشكاوى الرئيسية للقادري ان أعمال العنف التي ترتكبها الشرطة ضد أنصاره لا يتم التحقيق فيها بشكل مناسب. وتقول الشرطة إن نحو ألفي شخص من أنصاره اعتقلوا.
وزادت الاحتجاجات والاشتباكات من حدة التوتر في باكستان التي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة. وأيقظت المواجهات السياسية المخاوف بشأن القضية الرئيسية في البلاد التي تتمثل في الصراع على السلطة بين الجيش والقادة المدنيين.
واتهم عدد من المسؤولين أفرادا في الجيش بتنظيم المظاهرات لاضعاف الحكومة المدنية. ورفض الجيش التعليق ولكنه قال في وقت سابق إنه لا يتدخل في السياسة.
وتساور الكثير من المحللين شكوك في أن الجيش يرغب في الاستيلاء على السلطة لكن يسود اعتقاد واسع بأنه قد يستغل الفرصة لوضع الحكومة المدنية تحت سلطته.
ويقول محللون إنه على الرغم من هذه التصورات إلا أن شريف يعتمد على الجيش لاحلال الأمن في مواجهة التحديات ونتيجة لذلك من المرجح أن تكون الحكومة أكثر مرونة في تنفيذ السياسات التي يعترض عليها الجيش مثل المضي قدما في اتهام القائد السابق للجيش برويز مشرف بالخيانة العظمى.
وقال خان إنه تعرض للخداع في الانتخابات العامة التي جرت في مايو أيار من العام الماضي ويريد إجراء تحقيق مناسب في شكاواه.
وساد جو من الحماس والمرح بين انصار خان لدى بدء مسيرتهم الى اسلام اباد التي تمتد لمسافة 370 كيلومترا يوم الخميس وهو يوم عطلة في باكستان بمناسة عيد الاستقلال.
وأظهر الترخيص لمظاهرة خان تسامح الحكومة تجاه المظاهرات السلمية وامتثالها لقرارات القضاء الذي ثبت أقدامه بسرعة كسلطة ثالثة في الدولة بعد الجيش والحكومة المدنية.
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)