واشنطن، 14 أغسطس/آب (إفي): أعلنت الولايات المتحدة عن كسر الحصار الذي كان يفرضه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ضد آلاف المدنيين في جبل سنجار بشمالي العراق، لذا لن تكون هناك حاجة ملحة لتنفيذ خطة الإجلاء الكبرى التي كان يجري دراستها لإنقاذ المحاصرين في هذه المنطقة، بحسب ما أعلنه مصدر رسمي.
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون العراق وإيران بريت ماكجيرك، الليلة الماضية في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بكسر الحصار عن جبل سنجار "وقد قمنا بتنفيذ هذا الأمر".
قبلها بقليل، كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد أعلنت في بيان لها أن القيام بعملية لإجلاء السكان من جبل سنجار يعد احتمالية ضئيلة بعد أن تمكن فريق عسكري أمريكي من الانتقال إلى الجبل والتحقق من فرار الكثير من المحاصرين هناك بفضل عمليات القصف العشوائي التي تشنها واشنطن بجانب المساعدات الإنسانية وجهود الجنود الأكراد.
وأوضح الأدميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون في بيان له، أن "فريقنا تحقق من أن هناك عددا من اليزيديين أكثر مما نتوقع في سنجار.. ولكنهم في وضع أفضل مما كنا نعتقد بفضل وصول المياه والأغذية التي قمنا بتوفيرها".
ولم يقم أي مصدر أمريكي حتى الآن بتقديم عدد تقديري للأشخاص الذين لايزالون في منطقة جبل سنجار، رغم أن ماكجيرك قال إن هناك "آلاف" تم إجلائهم لذا فإن العدد لن يكون عشرات الآلاف مثلما كان يعتقد.
وحتى إعلان واشنطن عن كسر الحسار عن جبل سنجار، كانت التقديرات تشير إلى وجود نحو 40 ألف شخص، معظمهم من اليزيديين الأكراد والمسيحيين، المحاصرين في المنطقة وكانوا في حاجة عاجلة للمياه والطعام والملاذ والأدوية.
وأكد ماكجيرك: " لن يتعين علينا القيام بالعملية العسكرية الكبرى التي أعتقدنا أننا سنشنها في هذا الجبل، بفضل عمليات القصف الانتقائية -للولايات المتحدة- ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية".
وقبل ساعات على الإعلان عن كسر حصار سنجار وصدور بيان البنتاجون، أوضح نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بن رودس، أن واشنطن ستتوصل في غضون أيام لقرار حول القيام بعملية لإنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين في جبل سنجار.
ويرى البنتاجون الآن أن تنفيذ عملية الإجلاء هذه بات يمثل احتمالية ضئيلة بعد تقييم الوضع في جبل سنجار على يد فريق من المستشارين العسكريين، البالغ عددهم نحو 20 من إجمالي 129 وصلوا أمس إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وأضاف المتحدث باسم البنتاجون أن تراجع أعداد المحاصرين في جبل سنجار يرجع إلى المساعدات الإنسانية والقصف الانتقائي الذي تنفذه واشنطن منذ نحو ستة أيام ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية شمالي العراق، بالإضافة إلى قدرة اليزيديين أنفسهم على الفرار ليلا خلال الأيام الماضية.
ويصل إجمالي العسكريين الأمريكيين الموجودين حاليا في العراق إلى 864 عسكريا بما فيهم الـ129 الوافدين حديثا والـ300 الذين وصلوا إلى البلد العربي في يونيو/حزيران الماضي مع بداية الأزمة، بجانب 100 يحرسون السفارة الأمريكية في العراق.
وأكمل البنتاجون مساء الأربعاء سادس أيام القصف الانتقائي ضد مواقع للجهاديين في شمال العراق، وفي أحد الهجمات التي شنها دمر سيارة تابعة لتنظيم الدول الإسلامية غرب سنجار، بحسب بيان صادر عن القيادة الوسطى الأمريكية المسئولة عن العمليات في الشرق ألوسط. (إفي)