روما، 9 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أكد سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي اليوم أن الجميع ضده هو وحكومته، ما عدا الشعب، الذي شكره لدعمه المستمر له، بحسب قوله.
وقال برلسكوني اليوم، في مداخلة تليفونية مع قناة (كنالي 5) التي يمتلكها، أن 68.7% من الشعب يقفون في صفه، وسط خضم الجدل المثار حوله مؤخرا، وتمثل أخيرا في قضيتين شائكتين عقب إسقاط الحصانة عنه، إحداهما متهم فيها برشوة المحامي البريطاني ديفيد ميلز بمبلغ 580 ألف يورو لتزوير شهادته في قضيتين رفعتا ضده عامي 1997 و1998.
وصرح برلسكوني: "عدا الشعب، الجميع ضد حكومتنا: المعارضة و70% من الصحافة المقرؤة وجميع البرامج الحوارية التلفزيونية، ولهذا أريد أن أتوجه بالشكر لهذا الشعب الذي دعمني ومستمر في دعمي فهو يشعرني بضرورة رد هذا الدعم بمزيد من الالتزام".
وتابع "أنا أعرف أن واجبي هو الحكم لمدة خمس سنوات حتى نهاية المدة التي منحني إياها الشعب الإيطالي".
وألغت المحكمة الدستورية الإيطالية الأربعاء قانونا يمنح الحصانة للمناصب الأربعة العليا في الدولة، تمهيدا لاستئناف الإجراءات القانونية الخاصة بمحاكمة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني.
وكان البرلمان قد أقر هذا القانون في 22 يوليو/تموز من عام 2008 بعد احتجاجات المعارضة التي اعتبرت أن القانون تم تفصيله لصالح برلسكوني.
وقال: "قرار المحكمة لا يعنيني لأنه يتعلق بمنظمة سياسية تصدر أحكاما سياسية، وبالتالي فهي أحكام حزبية"، في إشارة إلى الاتهام الذي وجهه للمحكمة فور قرارها بما اعتبره "تواطؤا عليه مع اليساريين"، مؤكدا وقتها أنه كان يتوقع مثل هذا القرار.
وفي حديثه، تطرق أيضا إلى الجدل المثار بينه ورئيس الدولة، الشيوعي السابق جورجو نابوليتانو، بعد قرار المحكمة ملمحا إلى وجود تأثير للرئيس في الحكم الصادر.
وقال "يوجد في إيطاليا جدل حول الأدوار المختلفة التي تمنحها المحكمة الدستورية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وأنا لا أعتقد أن هذا الجدل سيتم تعديله بقرار سياسي من هذه المحكمة، ولكن أريد أن أوضح شيئا أنه لا أحد في إيطاليا يمكنه أن يعلو على الآخرين".
من ناحية أخرى، بدأت محكمة الاستئناف اليوم دراسة الطعن المقدم من المحامي البريطاني ديفيد ميلز للعقوبة الصادرة بحقه من محكمة ميلانو يوم 17 من فبراير/شباط الماضي بالسجن أربع سنوات وستة أشهر في قضية لم تطل برلسكوني بسبب الحصانة.
وقد تقدم ميلز يوم السادس من يوليو/تموز الماضي بطعن من 400 صفحة، ضد حكم المحكمة الذي أدانه لتلقي رشاوي من برلسكوني. (إفي)