بكين، 11 يونيو/ حزيران (إفي): ابتكر الطهاة في مقاطعة كانتون الصينية الشهيرة طبقا اثار الجدل مؤخرا داخل صفوف المجتمع الصيني، وهو "دجاج لدغته الحية السامة".
وأطلق على الطبق بالصينية "الشيياوخي"، واصبح طبقا حاضرا في جميع مطاعم كانتون، والتي اشتهرت باستخدام كافة أنواع الحيوانات في طهي واعداد اطباقها، بما في ذلك الزواحف والحشرات، فضلا عن حيوانات أخرى لا تدخل غالبا في اطار قوائم الطعام المتعارف عليها.
ويبدأ الطقس بأن يقوم الطهاة بالقبض على حية سامة، ويجبروها على لدغ الدجاجة او الديك في منطقة الرأس، ليقتل في الحال، وغالبا ما يتم هذا المشهد أمام الزبائن قبل طهيه.
ويتم طهي الدجاج وتقديمه، وتبلغ تكلفة الطبق 10 يورو، وهناك خيار آخر لاضافة لحم الحية، ويرتفع بهذا الشكل سعر الطبق الى 12 يورو.
وأشار الطهاة الى أن الطبق "آمن" ولا يمثل اي خطر، ذلك ان سم الحية يفقد خصائصه الضارة بتأثير حرارة الطهي، وفقا لما نشرته اليوم جريدة "يانشينج افنينج نيوز"، مضيفين ان للطبق خصائص علاجية في الاصابة بنزلات البرد والروماتيزم.
من جانبه ذكر الباحث والاستاذ الجامعي لياو شياوشينج، في حديث الى الصحيفة، أن تركيب سم الحية ليس إلا نوعا من البروتين، يفقد خواصه السامة مع درجات الحرارة العالية، ويصبح بعدها مكثل، أي بروتين عادي.
وبالرغم من تصريح لياو العلمي، إلا أنه لا يرجح تداول الطبق، مشيرا الى أنه " غير حضاري".
ويتفق مع الباحث الصيني العديد من المواطنين في بلاده، الذين يرون أن الطريقة التي يقتل بها الدجاج والديوك تعتبر غير آدمية.
وتعتبر منطقة كانتون الصينية من اشهر المناطق فيما يتعلق باعداد الاطباق غير النمطية، على مستوى البلاد، وأشيع عنهم أنهم يأكلون أي حيوان لديه أربع أرجل، فيما عدا "الموائد" امعانا في السخرية منهم، كما أنهم يأكلون أي شىء يطير "باستثناء الطائرات".
وحين يتوجه الزبائن الى اي مطعم في كانتون يجدون على قائمة الطعام، لحم الدب، وأحصنة البحر، وأيضا القطط، وذلك بالرغم من اعتراض الناشطين في مجال حقوق الحيوان، كما ان السلطات الطبية في البلاد نجحت في تقليص عدد كبير من أطباق الحيوانات.
وكانت مجموعة من الخبراء قد أعلنت قبل ذلك أن تفشي مرض السارس عامي 2002 و2003 ، جاء نتيجة تناول حيوان الزباد (وهو حيوان من الثدييات يشبه القطط) في منطقة كانتون الصينية، والذي كان مصابا بالفيروس ومن هذه المنطقة تفشى المرض الى بقية ربوع البلاد، ومنها الى الدول الاسيوية الاخرى، وبناء على ذلك تم غلق العديد من المحال التي كانت تبيع هذه الحيوانات في الصين للحيلولة دون استخدامها في الاطعمة.
وبالرغم من الاجراءات السابقة فإن قطاع كبير من المواطنين الصينيين يرون أن تناول لحوم الحيوانات بأنواعها، وان لم تكن مألوفة، لديها خصائص علاجية مفيدة، ولا يعيرون اهتماما لما يدعو اليه الناشطون أو السلطات الطبية. (إفي)