الجزائر، 13 فبراير/شباط (إفي): تحتفل ليبيا الجمعة المقبلة بالذكرى الأولى لاندلاع ثورتها التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، وهي تحاول أن تبحث عن مستقبلها برسم الخطوط العريضة له.
وستبقى دماء عشرات الآلاف من القتلى والمصابين الذين سقطوا طوال ثمانية أشهر استغرقها كفاح الشعب الليبي المسلح في الفترة بين فبراير/شباط وأكتوبر/تشرين أول 2011 خالدة لتذكر الأجيال القادمة بكيفية انهاء 42 عاما من الحكم الديكتاتوري للعقيد معمر القذافي.
وقالت عضوة المجلس الانتقالي الليبي، سلوى الدغيلي لـ(إفي) "سيظل 20 أكتوبر محفورا في ذاكرة وروح كل الليبيين وفخرا للأجيال القادمة"، في اشارة إلى تاريخ مقتل القذافي على يد الثوار.
ويبدو أن طريق ليبيا، التي قضت سنوات كثيرة تحت حكم الظلم والتهميش، ليس سهلا بعد الثورة التي أنهت حياة الديكتاتور، حيث تواجه مهاما جمة في اعادة الاعمار وإرساء دولة على أسس ديمقراطية.
وتزداد صعوبة هذا الطريق مع بدء تفكك روح الوحدة والتوافق التي جمعت الجميع أثناء الثورة، حيث بدأت بعض الخلافات تظهر بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي.
وبدأت المظاهرات والاحتجاجات في الظهور بشكل بسيط عقب نهاية النزاع المسلح بين كتائب القذافي والثوار، إلا أنها تزايدت بمرور الوقت، وكانت النتيجة السياسية وراء هذا الأمر استقالة نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي والمتحدث باسمه، عبد الحفيظ غوقة.
وتقف عدم قدرة السلطات في السيطرة على البلاد والتحكم في الميليشيات عقب ستة أشهر من نهاية النزاع وراء حالة الاستياء والمظاهرات والاحتجاجات التي ظهرت.
ولجأت هذه الميليشيات أكثر من مرة للسلاح لحل خلافاتها وفرض القوانين التي تحلو لها في المناطق التي تقع تحت سيطرتها في تحدي سافر للسلطات.
وعن المرحلة المقبلة في ليبيا قال عضو المجلس الانتقالي، حسن الدروعي لـ(إفي) "خرجنا من مرحلة ثورة للدخول في بناء دولة القانون، لدينا اجتماعات خلال الأشهر المقبلة لبناء مؤسساتنا وتعزيز الديمقراطية في ليبيا".
وأضاف الدروعي "الطريق طويل وصعب ولكن لدينا تصميم على الوصول لنهايته، لو توقفنا الآن فستكون كل المعارك التي خضناها ذهبت سدى".
ومن المقرر أن يشهد يونيو/حزيران المقبل اختيار مجلس قومي وجمعية تأسيسية لصياغة الدستور، وسيحتاج الأمر إلى عام آخر على الأقل لانهاء المرحلة الانتقالية وبدء الانتخابات العامة.
وعن هذا الأمر قالت الدغيلي إن أهم شيء ليس اعادة اعمار المدن وتحفيز الاقتصاد بل محو التوابع التي تركها النظام القديم وتعليم المجتمع أهمية الديمقراطية ومبادئها.
وأضافت المسئولة "يمكننا القول الآن دون أدنى شك، إن ليبيا تسير بشكل جيد، وإن الأمن عاد في أغلب مناطق البلاد، وإن أهل بلدي يتنفسون الحرية".
وتفضل الدغيلي ألا تتوقف للحديث عن المواجهات التي تحدث بين الميليشيات، مؤكدة ضرورة أن "يظهر الليبيون للعالم بأكمله أن لديهم القدرة لتحقيق ما يرغبون"
ومن ضمن التحديات التي تظهر في الأفق أمام المجلس الانتقالي، المواجهات التي تحدث بين الحين والآخر مع أنصار عائلة القذافي بعد كل تصريح يخرج به أحد أبنائه.
وكان آخر هذه التصريحات ما قاله الساعدي القذافي، المتواجد حاليا في النيجر، حيث تعهد بالعودة لليبيا لشن نزاع مسلح مع قوات المجلس الإنتقالي، إلا أن الأخير قلل من أهميتها.(إفي).