الجمعة البيضاء الآن! لا تفوت الفرصة، خصم يصل إلى 60% على InvestingProاحصل على الخصم

الألعاب العسكرية.. أهم ميول الطفل العراقي في الأعياد وهداياه المفضلة

تم النشر 24/11/2009, 18:47

بغداد، 24 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): يميل أطفال العراق في مناسبات الأعياد إلى شراء الهدايا ذات الطابع العسكري ويعتبرونها الهدية المفضلة، بالرغم من التحذيرات الحكومية للحد من انتشار هذه الألعاب بسبب الظروف التي مرت بها البلاد.



وتزخر أسواق المدن العراقية بعدد كبير من البضائع التي يقبل على شرائها المتبضعون وهذا الشيء الذي يجلب الأرباح للتجار يولد حنقا لدى العائلات بسبب ارتفاع الأسعار واستهلاكها للدخول فضلا عن المساوئ التي يخلفها اقتناء الأطفال لبعض "المعدات العسكرية" المصنوعة من البلاستيك واستخدامها كلعب.



ويلاحظ المتجولون في شوارع وأزقة بغداد طوابير الأطفال وآبائهم وهم يسعون إلى الحصول على قطعة من سلاح أو مجسم لجندي أو دبابة أو طائرة حربية وهو ما شرع أصحاب المحال التجارية في الأحياء الشعبية والأزقة على توفيره بأعداد كبيرة.



ويقول خليل أحمد (45 عاما) صاحب محل في سوق الكاظمية شمالي بغداد أن "لعب الأسلحة من البنادق والمسدسات تستهوي الأطفال ويفضلون شراءها في أيام الأعياد، وجميعها من مصادر أجنبية، فهي تلقى رواجا رغم الدعوات التي تطلقها الحكومة والمنظمات التي تعنى بالطفولة بمنع تداول مثل هذه اللعب".



وحول تجربته مع الأعياد في العراق أوضح أحمد "فقد العيد العراقي الكثير من الاحتفالات التي كانت تعم شوارع بغداد، فالصغار والفتية كانوا يرقصون في الصباح أو في مدينة الألعاب والابتسامة تعلو وجوه الناس، لكن صار للعيد لونا باهتا لدى أغلب العراقيين، ولم يعد هناك من شيء يمكن أن يفرح به العراقيون وسط أرقام القتلى والمعتقلين والهاربين من منازلهم، فحتى الأطفال الصغار باتوا يلعبون بالبندقية البلاستيكية ويتسلون بالقتال والمبارزة".



ومنح تحسن الأمن للعائلات نوعا من الاطمئنان المصحوب بالحذر للتجول في شوارع بغداد وأزقتها وحدائقها، كما تستعد مدن الملاهي لاحتضان الطفل والعائلة لقضاء أوقات بعيدا عن سجن البيوت في مراحل سابقة كما تقول (نسرين عبدالله) وهي تتجول في أحد الأسواق لتلبية احتياجات عائلتها لاستقبال العيد.



وقالت لمراسل (إفي) "ابني حبيب يزعجني لأنه متمسك باقتناء بندقية لكي يلهو بها في الشارع مع أقرانه، وبرغم محاولاتي لإقناعه بشراء ألعاب أخرى لكنه رفض وبكى فتراجعت عن موقفي أمام إصراره".



بدوره قال الطفل حبيب (9 سنوات) "أريد البندقية لأنني اتفقت مع زملائي في الحي لخوض لعبة المعركة في شارعنا"، موضحا أنهم اتفقوا لتقسيم الأطفال لفريقين للتقاتل بالبنادق والدبابات عصر كل يوم من أيام العيد".



وشاعت مؤخرا ظاهرة المبارزة بين الأطفال في مدن العراق حيث ينتظمون في فريقين ويتقاتلون بطريقة تعكس مدى تأثرهم بأجواء الحروب التي عاشوها كما يحاولون تمثيل أجواء المداهمات التي شاهدوها من قبل الدوريات الأمريكية والعراقية.



إلى ذلك قال قيس عبدون (11 عاما) ينتمي لعائلة تسكن في محافظة صلاح الدين شمال بغداد "شاهدت المداهمات في ذلك الليل عندما داهم بيتنا الجنود المدججون بالسلاح وضربوا المنزل بقوة، إنهم متوحشون يقومون بكسر الباب رفسا بأقدامهم".



وأضاف عبدون "أنا مكلف بكسر باب منزل صديقي خلال الدور الذي أقوم به في الحرب التي ستقوم بيننا وبين أطفال الحي المجاور ثاني أيام العيد"، مبينا أنه مسرور بطريقة تنفيذه لكسر الباب لكنه حزين لأن عمه قتل في هجوم شنه مسلحون قبل عامين.



ويقول الباحث الاجتماعي خليل حسان العبيدي إن تفضيل الأطفال للألعاب ذات الطابع العسكري، في أيام الأعياد تعد تحولا في سلوكياتهم. وقال "إن أنشطتهم والألعاب المفضلة لديهم ذات الطابع العسكري، تظهر أن دائرة الحرب هي الأقرب لتطلعاتهم وأفكارهم، فالبندقية ونقاط التفتيش وساحات المواجهة المسلحة لعب أساسية لدى أطفال العراق هذه الأيام".



من جانبه كشف رئيس الوزراء نوري المالكي عن إجراءات لرعاية الأطفال العراقيين وتقديم الدعم الكامل لهم، وقال خلال حضوره الاحتفال السنوي ليوم الطفل العالمي "ندعو المربيين والمعلمين والمدرسين والمؤسسات إلى إعداد جيل مبني على أسس أخلاقية ووطنية".



وتتمنى العائلة العراقية وهي تستعد لاستقبال العيد أن تمر أيامه بدون تفجيرات، وأن يبتعد الأطفال عن أجواء العنف، ويعودون إلى البراءة والتمتع بطقوس المرح واللعب الجميلة في أيام العيد السعيد وأن يحملوا الورد والحلوى بدلا من البنادق التي تشكل مشهدا حزينا يكمل لوحة العراق الجديد. (إفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.