القضاء الإيطالي يبدأ محاكمة المتورطين في "عملية كوندور" في السبعينات

روما، 29 سبتمبر/أيلول (إفي): يبدأ القضاء الإيطالي اعتبارا من الغد محاكمة كل من قائد البحرية الأرجنتينية الأسبق إيميليو ماسيرا أمام محكمة القيم بروما، لتورطه في مصرع ثلاثة مواطنين إيطاليين، فيما تعرف باسم "عملية كوندور"، خلال حقبة الديكتارتورية العسكرية في الأرجنتين (1976-1983).



وكانت الدعوى القضائية المرفوعة ضد ماسيرا قد رفضت في 2005 ، غير أنه في ديسمبر/كانون أول الماضي أصدر القضاء الإيطالي 140 أمرا قضائيا بضبط وإحضار عناصر من الأجهزة العسكرية والمخابرات السابقين بدول تشيلي والأرجنتين والأوروجواي والبرازيل المتورطين في عملية "كوندور".



ومن بين الذين أصدرت النيابة العامة أمرا بضبطهم الديكتاتور الأرجنتيني الأسبق خورخي رافائيل بيديلا وقائد البحرية الأرجنتينية الأسبق إيميليو ماسيرا.



وتبدأ غدا في التاسعة والنصف صباحا أولى جلسات المحاكمة بالعاصمة الإيطالية، برئاسة القاضي كارميلو ريناودو بالدائرة الثانية من القسم الجنائي وينتظر أن يتخذ طابعها إيقاعا سريعا.



وأعرب خورخي ايتوربورو وكيل الضحايا الإيطاليين انخيلا اييتا جولو، وجيوفاني بيجورارو وابنتهما سوزانا، الذين عذبوا وقتلوا على يد زبانية النظام الديكتاتوري، عن أمله في انجاز المحاكمة بأسرع وقت.



يذكر أنه في مارس/آذار الماضي تلقى النائب العام الإيطالي تقريرا طبيا عن حالة ماسيرا (83 عاما) الصحية، يفيد أنه بحالة جيدة ومؤهل تماما للمحاكمة، نافيا تماما مزاعم بشأن تعرضه لاضطرابات نفسية وعصبية.



وشكل ماسيرا مع خورخي رفائيل بيديلا وهيكتور اجوستي، أول مجلس عسكري تولى مقاليد الحكم في الأرجنتين، وأشرف بصورة مباشرة على العمليات التي نفذتها المدرسة الفنية التابعة للبحرية الأرجنتينية في بوينوس أيرس والتي كانت تستخدم كمعسكر اعتقال لتصفية خصوم النظام بأبشع وسائل التعذيب والقتل.



وكانت جولو قد اختفت في الأرجنتين في الخامس من أغسطس/آب عام 1967 ، بعد القبض عليها لتأييدها المعارضة، التي كان نجلها خوان كارلوس دانتي قد انتظم في صفوفها، ويشغل حاليا منصب نائب في البرلمان.



ويطلق مصطلح عملية كوندور على تلك الخطة التي أطلقتها الديكتاتوريات العسكرية في الأرجنتين وباراجواي والأوروجواي وتشيلي والبرازيل وبوليفيا لقمع معارضيها في السبعينات.



ويذكر أن النيابة العامة الإيطالية تلقت بلاغات عام 1998 من أقارب رعايا إيطالييين تعرضوا للاختفاء أثناء قمع الديكتاتوريات العسكرية بجنوب أمريكا لمعارضيها في السبعينات.(إفي)