مدريد، 11 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): طرد قاض المحكمة الوطنية الاسبانية خابيير جوميث بيرموديث المحامية الاسبانية من اصل مغربي زبيدة بارك من قاعة المحكمة لارتدائها الحجاب الاسلامي الذي يغطي رأسها.
واعتبر برموديث ان غطاء الرأس الذي تضعه المحامية المسلمة يحول دون بقائها في قاعة المحكمة وممارسة مهنتها كمحامية، وعلى الفور قامت زبيدة بجمع اغراضها والخروج من القاعة، وكانت قد حضرت للدفاع عن احد المتهمين بالارهاب الاسلامي مع محام اخر.
نشرت جريدة الباييس الاسبانية تفاصيل الواقعة التي حدثت يوم 29 من شهر اكتوبر/تشرين اول الماضي في عددها الصادر اليوم، لافتة الى ان المحامية الاسبانية المحجبة تقدمت بشكوى الى المجلس العام للسلطة القضائية، للسلوك الذي انتهجه القاضي الاسباني تجاهها، كما اتهمته بـ"العنصرية" و"سوء استخدام السلطة".
يشار الى ان الرداء الذي يجب ان يضعه المحامون تم تحديده بموجب القانون رقم 37 من الاطار القانوني العام، وينص على ان يرتدي المحامي "حلة القضاء"، ولكنه لا يمنع تغطية الرأس.
فيما كان الاطار القانوني السابق حتى عام 1982 ينص على ان يرتدي المحامي فضلا عن الحلة التقليدية حذاء اسود ورابطة عنق وبذلة، وقميص ابيض، ولكنه بالمثل لم ينص على حظر تغطية الرأس بأي شكل.
وحصلت زبيدة (39 عاما) على تصريح ممارسة المحاماة في مدريد في فبراير/شباط الماضي، وقد درست القانون بجامعة محمد الخامس في المغرب، واستطاعت معادلة شهادتها بعد ذلك وفقا للجامعات الاسبانية بعد قيامها بدراسة بعض المواد الاضافية.
وتقيم زبيدة في اسبانيا منذ عام 1994 وتخصصت في معاونة السيدات المغربيات في قضاياهم بالبلد الأوروبي، وكانت ترتدي الحجاب ولم يحدث ان وجه لها اي شخص اعتراضا على وضعه، وفي هذا الشأن تشير زبيدة "لم يحدث ان طلب مني اي من القضاة خلع الحجاب، على العكس كانوا لطفاء معي، ومرة واحدة سألني محام صديق هل سمحوا لك بالدخول بالحجاب، واجبته بالاثبات".
وتابعت زبيدة اقوالها مشيرة إلى أنها "لم تكن هذه الجلسة هي الاولى التي احضرها في القضية المشار اليها، لقد حضرت المرة الأولي بالحجاب، ولم يلتفت القاضي بيرموديث لحجابي، ولكن يبدو انه التفت هذه المرة، ربما لانه شعر بالندم لانه لم يطردني في المرة الاولى".
وذكر احد المحامين الذين حضروا الواقعة ان بيرموديث قال للمحامية "ايتها السيدة ليس بامكانك البقاء هنا"، وحين سالته عن السبب اجاب بأن المحامين في قاعات المحكمة يجب ان يرتدوا رداء المحامي فقط، والا يقوموا بتغطية الرأس"، كما انه اشار بعد خروجها الى ان قراره كان "شخصيا".
وتتساءل زبيدة عن سبب منعها من اداء مهامها المهنية، مع العلم بأنها تقوم بتسديد جميع مستحقات النقابة والالتزامات الاخرى "لماذا يمنعوني من اداء مهنتي، اريد ان اعرف هل من الممكن ان اتعرض لمثل هذا الموقف في محكمة اخرى، وهل سأتمكن من ممارسة حياتي المهنية ام لا، أرغب في الحصول على اجابة".
يذكر أن القاضي منع سيدة مسلمة من الادلاء باقوالها كشاهدة لارتدائها النقاب في نفس القضية. (إفي)