جنيف، 31 أغسطس/آب (إفي): أكدت منظمة الامم المتحدة في افتتاح المؤتمر الدولي للمناخ اليوم ان الظواهر الطبيعية التي تتفاقم نتيجة للتغير المناخي وتؤدي لزيادة حدة المجاعات والأمراض والنزوح القسري تؤثر بصفة خاصة على الدول الفقيرة والجزيرية.
وأشارت المبعوثة الأممية الخاصة للتغير المناخي جروهارلم برونتلاند، إلى ان العلماء قدموا ما يبرهن على ان نحو 100 مليون شخص في أفريقيا سيعانون من ندرة المياه خلال عقد.
وتستضيف جنيف اليوم أهم تجمع دولي متخصص لتبني معايير من شأنها مواجهة ظاهرة التغير المناخي، ومن المقرر ان يستمر المؤتمر حتى الجمعة المقبل بمشاركة 1500 ممثل مسئول حكومي، وعالم من أكثر من 50 دولة.
ويسعى المؤتمر إلى إطلاق شبكة دولية من الخدمات البيئية والمناخية، تكون بمثابة قاعدة بيانات تساعد رجال السياسة في الاعتماد على توقعاتها ومعلوماتها المحددة والدقيقة، في اتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بهذه القضية الحيوية.
وقامت برونتلاند اليوم بالقاء كلمة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يتواجد حاليا في أركتيك بالقطب الشمالي، في إطار جهوده لتعزيز مكافحة هذه الظاهرة.
ويسبق المؤتمر الذي افتتحت فعالياته اليوم أكبر قمة حول التغير المناخي، دعت الامم المتحدة لانعقادها في 22 من الشهر المقبل بنيويورك، وأيضا مؤتمر أعضاء اتفاقية الامم المتحدة للتغير المناخي المقرر انعقاده بكوبنهاجن في ديسمبر/كانون أول القادم، ويتوجب على الدول فيه الاتفاق على استراتيجية عالمية للحد من آثار التغير المناخي، والتعهد بالتزامات جديدة للحد من انبعاثات الغازات الملوثة.
وأكدت المبعوثة الأممية على ضرورة التركيز على هذه الظاهرة من خلال إقامة نظام يمكن الوثوق به ويعتمد على جمع البيانات المناخية والتوقعات المستقبلية ومؤشرات الانذار المبكر.
وأضافت "ندرك الآن انه إذا قمنا بالحد من الغازات (الملوثة)، فسيستمر المناخ في التغير، ولذلك فعلينا التاقلم على مناخ متغير وأكثر تقلبا"، وشددت على ضرورة توافر معلومات حول مستقبل المناخ.
وشارك الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق كوفي أنان في الجلسة الافتتاحية وحذر من التقاعس عن التوصل لحلول بشأن هذه المشكلة، مبرزا انه بالرغم من عدم مجادلة أحد في صحة التغير المناخي، إلا انه لم تتبع الاجراءات اللازمة حتى الآن.
وبالمثل، فقد وصف تأثير هذا التغير على الدول الفقيرة التي تعاني مخاطر كبرى بانه "مأساوي".
وأشار الى ان العديد من الدراسات العلمية تؤكد ان "أكثر المتضررين من التغير المناخي يعيشون في الدول الفقيرة والجزيرية".
غير انه كشف ان "50% من الدول الأكثر فقرا في العالم لا تزيد انبعاثاتها من الغازات الملوثة عن 2%".
وعلى ذلك، فقد اعتبر انه "بالرغم من ان جميع الدول عليها تخفيض الانبعاثات الملوثة، إلا أنه على الاقتصاديات المتقدمة تولي دور الريادة في القيام بتخفيضات جذرية". (إفي)