مدريد، 22 فبراير/شباط (إفي): أعربت إسبانيا اليوم عن دعمها لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي كما تعهدت بدفع المفاوضات الخاصة بهذا الشأن خلال رئاستها الدورية للتكتل.
واجتمع رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو في وقت سابق من اليوم مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في إطار اللقاء الثاني رفيع المستوى بين البلدين بهدف دفع التعاون الثنائي في المجالات السياسية والقضائية والدفاع والطاقة وغيرها من المجالات.
وأكد أردوغان خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع: "إسبانيا لم تتركنا أبدا بمفردنا".
وتوجه بالشكر للدعم الإسباني "المستمر" من أجل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، مذكرا بأن مدريد عاصرت صعوبات مثل التي تمر به بلاده الآن قبل انضمامها للاتحاد عام 1986 والذي كان وقتها تحت مسمى السوق الأوروبية المشتركة.
وقال إن "إسبانيا من أكثر الدول التي تتفهم موقفنا تجاه هذه الأمر"، وشدد على ثقته من أن مدريد ستعطي تركيا "الدعم اللازم" لمفاوضات الانضمام من خلال رئاستها الدورية للتكتل.
من جانبه أكد ثاباتيرو أن "الرئاسة الإسبانية تأمل بمناقشة العديد من المسارات المفتوحة مع تركيا في طريق عملية انضمامها".
وتثق الحكومة الإسبانية من مناقشة مسارين جديدين في هذه المفاوضات خاصة بالتعليم والأمن الغذائي.
يشار إلى أن طريق انضمام أنقره إلى الاتحاد الأوروبي يتضمن 12 مسارا لا تزال قيد المناقشة من أصل 35 تحدد نهاية مفاوضات الانضمام.
وتعد قضايا حقوق الإنسان وحرية الصحافة ووضع الأقلية الكردية في البلاد والأزمة القبرصية من أبرز المعوقات التي تحول دون اكتمال مفاوضات عملية الانضمام التي يجب أن تحظى بتصديق الدول الـ27 الأعضاء.
وعلى الرغم من ذلك أشاد ثاباتيرو بـ"معدل النمو الاقتصادي المتزايد في تركيا وقوته"، بالإضافة إلى "الخطوات الكبيرة التي اتخذتها على طريق الحداثة" في الدولة التي تعد همزة وصل بين أوروبا وآسيا.
وتعيش العلاقات الإسبانية التركية أوج قمتها منذ ستة أعوام عندما أطلق إردوغان وثاباتيرو مبادرة تحالف الحضارات، وتهدف للتقارب بين حضارات الشرق والغرب وبالأخص بين الغرب والعالم الإسلامي، من خلال الحوار والتفاهم بعيدا عن الصدام والعنف.
وفي هذا الصدد قال إردوغان: "تحالف الحضارات تعد نقطة بارزة وفي المستقبل القريب سيكون لها تأثير إيجابي في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب ودورها في إرساء السلام العالمي".
وأضاف أنه إذا تمكن العالم من القضاء على الإرهاب والانتصار عليه "سنرى الاتحاد بين الثقافات".
وأوضح: "نأمل أن يواصل أصدقاءنا الأوروبيون مساندتهم لتركيا"، كما وصف إسبانيا بأنها دولة "حليفة وصديقة" لبلاده تناصر انضمامها إلى التكتل الأوروبي.
وانتقد رئيس الوزراء التركي موقف بعض "الأصدقاء الأوروبيين" من عملية التقارب مع بلاده، معربا عن أسفه إزاء بطئ مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
وأوضح إردوغان: "لقد بدأنا خوض المباراة ولكن الاتحاد الأوروبي أجرى تعديلات على قواعد اللعب".
كما أعرب عن أسفه لانضمام قبرص إلى الاتحاد لأسباب سياسية دون استيفائها لجميع الشروط المطلوبة، مبينا: "الاتحاد الأوروبي وافق على انضمام الشطر اليوناني من قبرص له دون الشطر التركي، فبسبب المشكلة القبرصية توقفت عملية انضمام تركيا إلى التكتل ولن نتمكن من التوصل لنتائج إيجابية دون تحقيق العدالة".
وأضاف أن تركيا متقدمة بشكل أكبر من الكثير من دول أوروبا، كما أن بلاده أحرزت تقدما في مجال الحرية وحقوق الإنسان.
وسيختتم إردوغان زيارته لإسبانيا غدا الثلاثاء بزيارة مدينة إشبيلية وبعدها مدينة قرطبة (جنوب) قبل عودته لتركيا.(إفي)