بريشتينا، 12 ديسمبر/كانون أول (إفي): فاز حزب ارئيس الوزراء المؤقت في كوسوفو هاشم تاتشي في الانتخابات التشريعية التي أجريت اليوم والتي تعد الأولى منذ اعلان الأقليم الاستقلال أحادي الجانب عن صريبا في عام 2008، بحسب مؤشرات أولية.
ووفقا للمؤشرات التي أعدها "مركز جاني بوبي للدراسات الإنسانية"، بعد انتهاء عملية التصويت، فإن الحزب الديمقراطي الذي يتولاه تاتشي قد يحصل على 31% من الأصوات في مقابل 25% للرابطة الديمقراطية.
وإذا ما تاكدت صحة تلك النتائج، فذلك من شأنه إثبات أن الرسالة التي أطلقها تاتشي بتقديم نفسه على أنه السياسي الأوحد صاحب الثقل الأكبر في البلاد ورجل الدولة الحقيقي كان لها وقع أكبر من تأثير اتهامات الفساد وتدهور الوضع الاقتصادي.
وتمنح القوانين في كوسوفو الحزب صاحب النتائج الانتخابية الأكبر المبادرة للبحث عن شركاء لتشكيل الحكومة، في ظل عدم تحقيق الحزب الديمقراطي للأغلبية في الانتخابات.
وأعلن عيسى مصطفي، زعيم حزب الرابطة الديمقراطية أنه لايعتزم الدخول في ائتلاف حكومي مع تاتشي، وهو ما يزيد الشكوك حول إمكانية تشكيل الحكومة.
وأعطت المؤشرات الأولية حزب تقرير المصير 16% من الأصوات، ويتزعمه القومي ألبين كورتي الذي يتمتع بالكاريزما وغير المرغوب فيه من قبل سلطات كوسوفو والموظفين الدوليين الذين يتولون حماية الاراضي.
وحصل حزب الرابطة من أجل مستقبل كوسوفو، الذي يقوده راموش هاراديناي رئيس الوزراء السابق، والمعتقل في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب على 12%، وجاء حزب الرابطة من أجل كوسوفو جديدة الذي يتزعمه الملياردير يهجيت باكولي، في المركز الأخير وحصل على 6.5%.
من جانبه، قال الجنرال ارهارد بولر، قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو إن "الوضع مستقر، ولم تسجل أعمال عنف أو أعمال شغب بارزة".
وأضاف أن "اليوم الانتخابي كان ناجحا وسيساعد في ترسيخ أمن واستقرار كوسوفو".
ومن المقرر أن تعلن اللجنة الانتخابية المركزية النتائج الأولية الرسمية صباح غد الاثنين.
وأعلنت اللجنة أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 34.1% مؤكدة على عدم وقوع حوادث خطيرة خلال اليوم الانتخابي.
وسجل شمال كوسوفو حوادث بسيطة، حيث تم اعتقال شخصين في تلك المنطقة لمهاجمتهم حافلات كانت تحمل صناديق اقتراع متجولة.
ويتواجد في تلك المنطقة التي تضم 100 ألف شخص 50 ألف صربي لايزالوا يعيشون إلى الآن في كوسوفو وقد قرر أغلبيتهم الانصياع لنداء بلجراد والكنيسة الارثوذكسية ومقاطعة الانتخابات الأولى في كوسوفو منذ استقلاله.
ودفعت صعوبة فتح اللجان الانتخابية في تلك المنطقة السلطات الكوسوفية إلى نشر صناديق اقتراع متحركة، إلا أن بعضها تم اعتراضه ومهاجمته.
وصرح المتحدث باسم الشرطة في شمال كوسوفو، بيسم هوتي لـ(إفي) أن شخصين تم اعتقالهما للاشتباه في هجومهما على مراكز اقتراع متحركة في زفيكان و زوبين بوتوك".
وكان مجهولون قد أطلقوا النار قبيل بدء التصويت صباح اليوم على مكتب دنماركي تابع لقوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) في منطقة زوبين بوتوك، إلا أن أحدا لم يصب في الحادث.
وقال مبعوث الأتحاد الأوروبي الخاص لكوسوفو، بيتر فيث، لدى زيارته إحدى اللجان الانتخابية "من الضروري أن تجري الانتخابات من دون مخالفات حتى تتمكن كوسوفو من تحسين سمعتها الدولية".
وتعد كوسوفو الدولة الاكثر حيوية في أوروبا ليس فقط بسبب استقلالها في عام 2008، لكن أيضا لان 65% من سكانها لديهم أقل من 30 عاما.(إفي)