سانتياجو دي تشيلي، 12 مارس/آذار (إفي): دعا رئيس تشيلي الجديد سباستيان بينيرا مواطنيه إلى "اعادة اعمار البلاد ماديا وروحيا"، عقب الزلزال الذي ضرب البلاد أواخر الشهر الماضي وأسفر عن مصرع حوالي 800 شخص وتشريد مليونين آخرين.
وقال بينيرا "أدعوكم إلى بناء ما تم تدميره فوق الصخور وليس فوق الرمال"، في إشارة الى ضرورة بدء اعادة الاعمار فوق أسس صلبة.
وتولى بينيرا أمس الخميس في حفل متقشف رئاسة البلاد، سبقه في نفس اليوم زلزال بقوة 7.2 على مقياس ريختر، وفي حضور سبعة من رؤساء أمريكا اللاتينية، بخلاف ولي العهد الإسباني الأمير فيليبي.
وعقب انتهاء التنصيب سافر الرئيس التشيلي إلى أكثر المناطق التي تضررت من الزلزال، حيث أعلن اقليم أوجين منطقة كوارث.
وأعلن بينيرا أول قرار رسمي لحكومته بمنح محدودي الدخل سندات بقيمة 80 دولار.
وستتكلف الدولة 320 مليون دولار بموجب هذا القرار الذي ينتظر مصادقة البرلمان عليه، وسيشمل المنتفعين من برنامج المساعدات "تشيلي التضامنية" الذي أدخلته الرئيسة السابقة ميشيل باشليه حيز التنفيذ.
وسينتفع حوالي أربعة ملايين و200 ألف شخص من هذا القرار، الذي لا يتصل ببرنامج حكومة بينيرا لتخطي أزمة الزلزال المعروف بإسم "لننهض بتشيلي".
ويهدف اصدار هذا السند لتقليل النفقات التي سيتوجب على التشيليين دفعها في مارس، مثل الضرائب وبداية المدارس، والتي أثرت عليها نكبة الزلزال.
وعلى الرغم من عدم صدور أي أرقام رسمية حتى هذه اللحظة، إلا أن بعض الشركات الأمريكية قالت أن الخسائر التي تسبب بها الزلزال تتراوح قيمتها بين 15 و30 مليون دولار.
وأعلن بينيرا قبل توليه المنصب أن الهدف الذي كان وعد بتحقيقه أثناء حملته الانتخابية وهو نمو الاقتصاد بقيمة 6%، سيصعب تحقيقه نتيجة للنفقات التي ستصرف لمداواة آثار المأساة.
وقال "لن أصبح رئيس الزلزال، بل رئيس اعادة الاعمار".
وحيا بينيرا قبل تنصيبه رؤساء الدول والشخصيات العامة الذين وجهت لهم الدعوة ومنهم رؤساء بيرو والإكوادور وأوروجواي وباراجواي والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا، بجانب ولي العهد الإسباني فيليبي دي بوربون.
وكان أمين عام منظمة الدول الأمريكية خوسيه ميجل إنسولثا قد اعتبر أن تصريحات بينيرا الأولى كانت "جيدة".
ويأتي تنصيب بينيرا في فترة صعبة تمر بها تشيلي نتيجة للزلزال المدمر بقوة 8.8 درجات الذي ضربها أواخر الشهر الماضي وترك مليوني من المنكوبين وأكثر من 800 من الضحايا.
وترأس بينيرا، بعد خطابه، أول اجتماع لحكومته حيث عرض عليه الوزراء الجدد وضع البلاد في المجالات المختلفة واجراءات مواجهة تداعيات الزلزال المدمر.
وبتولي بينيرا، رجل الأعمال الثري، يعود اليمين للسلطة في تشيلي للمرة الأولى منذ فوز خورخي اليساندري في الانتخابات عام 1958.
ويعتبر بينيرا أول يميني يصل لمنصب الرئاسة منذ عودة الديمقراطية إلى تشيلي عام 1990 بعد 17 عاما من حكم الديكتاتور السابق اوجوستو بينوشيه (1973-1990)، أعقبتها أربعة عقود متتالية لحكم اليسار. (إفي)